وحسب بلاغ توصل به Le360 بنسخة منه، فقد «عرفت مدن الدار البيضاء وجدة النواصر وتطوان ومكناس ودمنات وزاكورة وسيدي قاسم وفاس وبني ملال ومديونة والدروة والقنيطرة وخريبكة والفقيه بنصالح وبنسليمانو مراكش وأكادير وبرشيد والجديدة وأزمور وسيدي بنور وآسفي. وعرفت انعقاد ندوات بمشاركة حوالي 111 مشاركا من النقاد والباحثين وبحضور جمهور متنوع، تابع هذه اللقاءات وشارك في النقاش».
وحسب المصدر نفسه، فإنّ اللقاء الذي نُظّم في الرباط والذي « انعقد بالمكتبة الوطنية وحضره أدباء ومثقفون وطلبة، من الرباط والدار البيضاء والجديدة وفاس ومكناس والقنيطرة والمحمدية وسطات وخريبكة وبرشيد وشارك فيه كل من الأدباء والنقاد: محمد الهرادي، سعيد يقطين، محمد الداهي، عبد الرحيم جيران، نجيب العوفي، إدريس الخضراوي، الميلود عثماني، وإبراهيم أزوغ، بكلمات / شهادات انصبت على دور محمد برادة الرائد في الجامعة المغربية، وتأثيره في بناء أفكار وإنتاج مشاريع ثقافية متقدمة من خلال اتحاد كتاب المغرب أو مشاركاته في التأسيس لحوار ثقافي نقدي مرتبط بمصائر الانسان والقضايا الوطنية والقومية والإنسانية.
كما أشار أيضا شعيب حليفي (منسق اللقاء) إلى أن « هذا الاحتفاء التي انخرطت فيه أجيال من المبدعين والنقاد والباحثين والقراء والأصدقاء هو تعبير عن عن رغبة أضعاف هؤلاء عبّروا عن تقديرهم الكبير لكاتب كبير أثره ملموس، كاتبا رارئيا وناقدا مجتهدا وإنسانا فتح مساحات مديدة لاستنبات القيم التي تدافع الثقافة عنها بكل الصيغ الممكنة ».
أما كلمة إبراهيم أزوغ، عن فريق العمل الذي أشرف على الندوات « ركزت على الخلاصات العامة، واستمرار العمل على تجميع كل الأوراق والشهادات في كتاب سيكون جاهزا في بحر السنة القادمة ».
في كلمته/ شهادته التي اختتم بها هذا اللقاء، تحدث محمد برادة قائلا « بأنه اعتبرها « فرصة للحوار والتأمل في تجربة الإبداع والنقد بالمغرب، من خلال ما سمحت به الظروف لواحد من جيل الستينات أن يُسهم به إلى جانب مبدعين وأساتذة رواد، راهنوا على الأدب والنقد وسيلة للإمتاع وصوغ الأسئلة الكامنة في المشاعر، كما راهنوا على الإبداع المحرر للفرد والمجتمع »، وتحدث عن كون « مهمة الكاتب تكمن في أن يُسهم في تعديل الاعوجاج من خلال التمرد على الموروث وعلى ما تفرضه الطبقات والتقاليد الحريصة على الاحتفاظ بامتيازاتها وبالفوارق التي تحمي الاستغلال والتسلط ».
من ثم، نجد أن معظم الكتاب « انشقوا عن طبقتهم بحثا عن طبقة أخرى تتيح لهم إسماع صوتهم وتوسيع تأثير كتاباتهم ومواقفهم »، مضيفا « أن الإبداع لا يمكن أن يسجن نفسه داخل دائرة من القيم والموضوعات التي رافقت طفولة وشباب المبدع، لأن الأبعاد الإنسانية المتصلة بمصير الإنسان ومستقبله تفرض على المبدع أن يتمرد على طبقته، وأن ينفتح على الرؤية الشاملة التي تسند قيم الحرية والعدالة وإعطاء معنى للحياة ».
وعن تجربته قال محمد برادة بأن طفولته « ارتبطت بطبقة اجتماعية فقيرة جعلته متحيزا لهذه الطبقة ملتزما بمناصرة المهمشين. نتج عن ذلك موقف احتجاجي على خلل في قرارات المشيئة المتحكمة في هندسة العلائق الاجتماعية والسياسية ».
ومن تم فإنه يرى بأن الكتابة الإبداعية « وسيلة لاستعادة نُتف وأجزاء من العالم المتدفق حولنا، وبالتالي فإن التخييل يغدو عنصرا أساسيا في توسيع أرجاء الواقع. من هذا المنظور، يقول إن العوالم التي يُبدعها الكاتب، مهما استمدت من شخصيته وتجاربه، فإنها تظل متفاعلة بدرجات متفاوتة، مع السياق الاجتماعي والفكري المعاصر لحياته. لأجل ذلك، فإن « الرؤية للعالم » تغدو عنصرا أساساً في فهم العمل الأدبي وتبرير وجوده، كما يرى محمد برادة بأن الإبداع لا يشكل وحدة متراصة في الدلالة ووسائط التعبير والتشكيل؛ ومن ثم ضرورة الأخذ في الاعتبار، عند قراءته، هذا التفاوت والتمايز، بل والتناقض أحيانا، الذي يطبع عمل كل كاتب ».
وتحدث محمد برادة في الجزء الأخير من شهادته عن تجربته التي رافقت نشأة الحقل الأدبي والثقافي في المغرب منذ فترة الحماية الفرنسية والتي عرفت حرص الحركة الوطنية على تعزيز اللغة العربية وجعلها عنصرا ملموسا في الهوية المغربية ووسيلة لمقاومة فرنسة مجتمعنا. ذلك أن الجيل الذي ينتمي إليه قد أسهم في وضع لبنات لأدب مغربي حداثي، يتوسل باللغتين العربية والفرنسية، ويتفاعل مع أسئلة الإبداع والثقافة في المشرق والعالم.