يشارك في اللقاء كل من عبد الحق الزروالي وأمين بالمعزة وهند بلعولة وسفيان نعيم. والمسرحية في شكّلها الأصلي عبارة عن رواية للكتابة اللبنانية هدى بركات الفائزة بجائزة البوكر العربية عام 2019 بعدما قام الضعيف باقتباس النصّ الأدبي وإعادة كتابته وفق طريقة فنية تليق معاييرها بالعرض المسرحي. والحقيقة أنّ عملية الاقتباس من الأدب تعطي للعمل المسرحي إمكانات مذهلة للتعبير بشكل أكبر عن قضايا وإشكالات ذات صلة بالأفراد داخل المجتمع. ورغم أنّ عملية الاقتباس من الأدب إلى المسرح تظلّ قليلة مقارنة بالسينما، إلاّ أنّ بوسلهام الضعيف يحرص بقوّة على إقامة نوع من التجريب المسرحي الذي يجعله يبتكر فرجة مسرحية أصيلة عالمة بمفاهيمها وأفكارها. بيد أنّها ليست المرّة الأولى التي يشتغل فيها بوسلهام مع روائي، فقد سبق له عام 2023 الاشتغال مع الروائي محمّد برادة من خلال نصّه « كلام ».
في تصريحه الخاصّ لـle360 فإنّ « المسرحية إعادة كتابة واقتباس انطلاقا من رواية هدى بركات. وهي اشتغال يتماشى مع الاختيارات الفنية والجمالية من حيث انفتاح المسرح على نصوص غير مسرحية. والحقيقة أنّ هذه الرواية لحظة القراءة دفعتني إلى تقديم عوالمها على فضاء خشبة المسرح، إذ تتحدث عن رسائل كُتبت لكنّها لم تصل إلى أصحابها. إذ هناك شخصيات مختلفة تعيش الما بين وشخصيات أخرى مهاجرة ليس بهدف الهجرة، لأنها لم تجد أمانها ولم تجد ما كانت تحلم به، لذلك فهي تعيش مجموعة من الانكسارات والاحباطات. من ثم، فإنها مسرحية تتضمّن مجموعة من التقاطعات مع مضامين مغربية وكونية لأنها تحكي عن الإنسان في أي مكان وتحكي عن جوهره، أيْ ذلك الطموح لأن يعيش وأن ينتقل إلى مكان يحقق فيه حلمه. كما أنّ المسرحية تمزج على مستوى الأداء بين أجيال مسرحية مختلفة يتقاطع فيها القديم بالجديد ».
إنّ المُثير للدهشة والتأمّل في تجربة الضعيف المسرحية أنّه يعمل بشكل ضمني في كلّ عملٍ مسرحي له على دحض مسرح الترفيه والاستهلاك ومحاولة بناء أفق مسرحي له معاييره الفنية وخصائصه الجمالية التي تجعله يتصادى مع ما يعيشه الأفراد داخل المجتمع.





