يشارك في المسرحية العديد من الوجوه الفنية مثل مريم الزعيمي والسعدية لديب وكمال كاظمي وفريد الركراكي وغيرهم. ويحرص ناسور من خلال هذا العمل المسرحي على توظيف فنّ العيطة ومنحه حياة جديدة، لكنْ هذه المرّة وفق نفس مسرحي مثير ومدهش. ليست المرّة الأولى التي يعمل فيها المخرج على إدهاشنا بأفكاره ومواقفه تجاه قضايا تتّصل بالسياسة والمجتمع، بقدر ما عمل في العديد من مسرحياته على تأصيل الفرجة المسرحية وإخراجها من طابعها الاستهلاكي الذي يجعل المسرح المغربي مُكرّراً وتقليدياً. مع أمين ناسور وأسماء هوري ومحمد الحرّ وغيرهم، نجد أنفسنا أمام مسرحيات جديدة تعطي قيمة لطبيعة الحياة المعاصرة في جمالياتها وفوضاها.
عبر أداء مبهر تطرح مسرحية « الفيشطة » مفهوماً جديداً للعمل المسرحي المعاصر، فهو عملٌ متكامل ومركّب يمتح ملامحه الجمالية من فنون أخرى ويعمل على تركيبها وفق خلطةٍ مسرحية مركّبة. إنّ الغناء والرقص يعطيان للمسرحية ميسماً جمالياً أصيلاً يحتفي بالجسد البشري ويدفع إلى تقديم الأفضل على خشبة المسرح، ما يعطي للمسرحية بعداً فنياً يُعيد للمسرح المغربي بهجته وأصالته من ناحية الابداع والبحث عن لغةٍ مسرحية مبتكرة بقدر ما تلتقط بعضاً من نُتف التاريخ تتماهى بطريقة متخيّلة مع الواقع الذي تنتمي إليه.