يرى الحساني في حواره هذا بأنّ علاقته بأوّل لوحة فنية بدأت من خلال تشجيع والده في الطفولة الذي شجّعه على ارتياد عالم الرسم حسب تعبيره. ومنذ تلك المبكّرة شكّل الفنّ هاجساً كبيراً بالنسبة للفنان، هاجسٌ قاده في وقتٍ لاحق إلى أنْ يغدو أحد العلامات البارزة والمُضيئة في تاريخ التشكيل المغربي. ويعتبر سعد حساني اليوم بالنسبة للعديد من الفنانين مرجعاً بصرياً قوياً منه يتعلمون. والحال أنّ هذا الافتتان بأعمال حساني نابعٌ من قدرة الفنان وفي وقتٍ مبكّر على ارتياد أراضٍ فنّية مختلفة كما هو الحال لجيل السبعينيات. هذا الجيل الذي يعتبره حساني لعب دوراً كبيراً في إرساء حداثة فنية مغربية استمرت طويلاً إلى أنْ غدت مؤثّرة في أعمال فنانين آخرين.
يعتبر الحساني بأنّ جيل السبعينيات عمل على بلورة هوية بصريّة خاصّة ومؤثّرة، مُشيراً بذلك إلى مدرسة الدارالبيضاء بحكم ما امتلكته من هوية فنية خاصّة، يُعدّ التراث أحد أبرز المفاهيم المركزية في تجربة محمد المليحي وفريد بلكاهية وأحمد الشرقاوي ومحمد شبعة وغيرهم. بحيث جعلوا من التراث الوطني والمحلي أداة للتعبير عن ذائقتهم الفنية بالاعتماد على رموز وعلامات ومواد محلية مثل القهوة والزعفران، وذلك من أجل إعطاء العمل الفني شرعيته البصرية وتجذّره في بيئته وتاريخه وذاكرته.