ويُشكّل الكتاب الصادر اليوم عن مطبعة وراقة بلال، خطوة نقدية هامّة للدخول إلى عوالم روايات مصطفى لغتيري وتشجيع القارئ إلى متنه الروائي الذي فاق 30 نصّ أدبي. كما تُشجّع هذه الدراسة التفكير في تأليف مؤلفات أخرى. مع العلم أنّ هذه الدراسة ليس الأولى، بل سبقتها مجموعة من الدراسات النقدية التي توقفت عند روايته. وتتميّز تجربة صاحب « رجال وكلاب » بقيمتها المعرفية من ناحية التفكير، إذْ رغم أنّها تبدو روايات ذاتية مكتوبة بشكل تلقائي، فإنّها تُضمر أسئلة حقيقية في علاقتها بتحوّلات الذات. ويبرز الشكل الروائي عند مصطفى لغتيري، باعتباره كتابة لا ترهن نفسها بالنظريات المعرفية والأساليب البلاغية القديمة، بل يتعامل معها وفق طريقة تخييلية، يجعل اللغة سهلة وغنية من حيث دلالاتها الفنية وخصائصها الجمالية.
يقول الكاتب عبد النبي البزاز، « تتميز روايات الاديب المغربي مصطفى لغتيري بميزة التعدد والغنى والتنوع، مما أكسبها طابعاً تجريبياً من خلال فعل كتابة موسومة باطراد وانتظام أسس لبنات صرح سردي وروائي مطبوع بغزارة الكم وما أفرزته من تكامل وتناغم نوعي عبر تنويع في الموضوعات والتيمات عبر استعمال مختلف ومغاير لعناصر الحكي، مما نأى بها عن السقوط في مغبة النمطية والتكرار، رغم الطبيعة الكمية للأعمال المُنتجة، بل رسم معالم تجربة سردية في مجال الكتابة الروائية بمختلف أنواعها وألوانها انطلاقاً مما هو محلي في توظيف لموضوع الأمازيغية كمكون من مكونات تراث غني ومتنوع ».
