وفي تصريحه لـle360 يرى بنجلون بأنّ الفيلم، يمتلك وعياً دقيقيً بمشروعه السينمائي، علماً أنّ الفيلم يطرق موضوعات تتعلق بالحب والتسامح والسلم والوجود. وينبني الفيلم على وحدة بصريّة مُركّبة تعطي للمتفرّج إمكانية للتفكير. بل إنّها تجعله ضمنياً يغوص في عوالم جلال الدين الرومي وسفره الدائم صوب عالم لا مرئي، تُصبح فيه الذات أكثر تحرّراً من ربقة الماديات. ونظراً إلى قوّة هذه الأيقونة وتأثيرها على متخيّل الناس في العالم ككلّ، تعامل حسن بنجلون معها على أساس أنّها أرضية تعطي للنصّ الأصلي إمكانات تخييلية. ويشارك في الفيلم كوكبة من الممثلين مثل ياسين أحجام والتونسية فاطمة ناصر وعز العرب الكغاط وفاطمة الزهراء بلدي وأيوب اليوسفي ومليكة الحماوي ونسرين جوليا مشات وغيرهم.
وحضر الفيلم عدد كبير من المثقفين والسينمائيين، ممّن لديهم معرفة فنية بالعوالم السينمائية للمخرج حسن بنجلون. ويدخل الفيلم من ناحية الكتابة والتخييل ضمن الأفق السينمائي الذي دأب عليه صاحب « دمليج زهيرو ». فهو عملٌ سينمائي يتقاطع بشكل كبير مع أعماله السينمائية الأخرى، خاصّة على مستوى تفاعله مع عدد من القضايا التي تشغل الجسد الإنساني. وعلى مدار سنوات، تميّزت تجربة بنجلون في كونها تجربة غنية منفتحة على تحوّلات المجتمع. ذلك إن جميع أفلامه تنطلق من خصوصية مغربية، يُعتبر فيها الواقع سنداً قوياً ومُؤثّراً في عملية التخييل. ويندرج هذا الفيلم ضمن أجواء صوفية روحية تغوص في الجسد الإنساني.