يعتبر عز العرب العلوي أحد أبرز المخرجين المغاربة الذين تميزت تجاربهم بإبدالات هامّة، سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج. بل إنّ ما يجعل تجربة العلوي مميزة وتدفع الناس إلى مشاهدتها وتتبع مساراتها أنّ المخرج لا يرهن نفسه بالجري وراء ضوء السينما التجارية، بقدر ما يعمل على كتابة سيناريوهات أصيلة تمتح عوالمها من التاريخ وأنفاسها من الذاكرة، بما يجعل العمل السينمائي يقترب من واقعه ويحاول عبر هذا الواقع كتابة مسامه وقبحه وجمالياته ونتوءاته. كما أنّ عز العرب العلوي يختلف عن العديد من المخرجين المغاربة في كونه من الأسماء القليلة التي تمزج في سيرتها بين التخييل السينمائي والتفكير الأكاديمي، بما يجعله لا يطارد فقط الصورة، وإنّما يسعى عبر فعل الكتابة إلى التفكير في السينما وصناعتها ومتخيّلها.
تأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يضع الطلبة والباحثين، أمام تجربة سينمائية تنضح بالتحوّلات الفنّية والجماليّة، لكنّها في نفس الوقت تضع نفسها وسط مختبر التفكير، بما يُتيح للباحثين الشباب فهم المسار الذي يمُر منه الفيلم السينمائي منذ الكتابة والإنتاج، وصولاً إلى المونتاج وغيره. خاصّة وأنّنا لا نتوفر داخل الجامعات على مثل هذه اللقاءات الفنّية التي تعطي للسينما حضوراً كبيراً في يومياتها وذاكرتها، بما يجعل هذه الممارسة السينمائية تخرج من طابعها الترفيهي المُتعلّق بفعل المشاهدة، صوب التفكير في السينما ومنطلقاتها المعرفية.
