المجلس الوطني لحقوق الانسان يبرز غنى التراث والهوية الثقافية المغربية

أنشطة المجلس الوطني لحقوق الانسان بمعرض الكتاب

جانب من أنشطة المجلس الوطني لحقوق الانسان بمعرض الكتاب

في 27/04/2025 على الساعة 16:30

تُعد الثقافة حقا من حقوق الإنسان والتعبيرات الثقافية من الركائز الأساسية في بناء المجتمعات وتعزيز حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة. فهي ليست مجرد وسيلة للتعبير الفني أو الترفيه، بل تُشكل أداة فعّالة لنشر الوعي، وتعزيز الحوار، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء.​

في المغرب، لا يُنظر إلى الاختلاف كعامل انقسام، بل كعنصر إثراء للهوية الجماعية. من الريف إلى الصحراء، ومن المدن العتيقة إلى المراكز الحضرية الحديثة، ينبض المغرب بروح الانفتاح والتعايش، في ظل هوية مغربية واحدة متعددة الروافد والأصول.

وتجسد الفنون المغربية من الموسيقى الأمازيغية، الأندلسية، الكناوية، الشعبية، إلى فنون الرقص والمسرح والسينما روح الشعب المغربي في تنوعه ووحدته. كل جهة من جهات المغرب تحمل طابعها الفني الفريد، لكنها جميعا تنتمي إلى تراث مغربي مشترك، يصهر هذا التنوع في بوتقة الإبداع الجماعي.

في هذا السياق، يبرز دور المجلس الوطني لحقوق الإنسان كفاعل أساسي في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، وحماية الحريات، والدفاع عن التنوع الثقافي والفني. فلا يقتصر دوره على الرصد والتقارير فقط، بل يشمل كذلك المبادرات التوعوية والدعم للفنانين والمبدعين، وخاصة من الفئات المهمشة، بهدف تمكينهم من التعبير الحر والمساهمة في النقاش العمومي.

وقد نظم المجلس عدة فعاليات ومهرجانات ذات طابع فني وثقافي، وجعل من الثقافة أداة للمصالحة والتربية على حقوق الإنسان، ما يؤكد قناعته بأن الفن والثقافة هما رافدان من روافد بناء مجتمع ديمقراطي حداثي منفتح على قيم التعدد والاختلاف.

وخلال مشاركته في الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، حرص المجلس من خلال الفضاءات الخمسة لرواقه، على إبراز هذا التنوع الثقافي الخصب، عبر برنامج متنوع جمع بين الفكر والأدب والفن، واستضاف فعاليات ولقاءات كرّست قيم الحوار والتعايش والانفتاح، تأكيدا على حيوية الثقافة المغربية وقدرتها على التجدد والابتكار، مع الحفاظ على جذورها الأصيلة، بما يعكس انفتاح المغرب على التعددية، واعتزازه بثقافة الاختلاف التي تشكل جزءً أساسيا من غنى تراثه وهويته المشتركة.

تجدر الإشارة إلى أن المغرب يتميز بتاريخه الطويل في التعددية الثقافية والدينية واللغوية، حيث تتعايش العربية والأمازيغية والحسانية، إلى جانب لغات أجنبية كالفرنسية والإنجليزية والإسبانية. هذا الانفتاح ليس لغويا فقط، بل حضاريا أيضا، نابع من تلاقح حضارات أمازيغية، عربية، إفريقية، أندلسية ويهودية، جعلت من المغرب فضاء للتسامح والتعايش

تحرير من طرف عبير العمراني
في 27/04/2025 على الساعة 16:30