ويحرص مسرح محمد الخامس بشكل شهري على تنظيم سلسلة من العروض المسرحي التي تُعيد البهجة لساكنة المدية وتُشجّع الناس على ارتياد المسارح، بعيداً عن الفضاءات التي تكتفي بتقديم الترفيه بدل الفنّ. إذْ تدخل الشخصيات في عالم من الكوميديا، لكنْ من خلال تفكيك العديد من القضايا المركزية التي تطال الواقع. فالكوميديا الساخرة ليست إلاّ وجهة نظرٍ مختلفة للتعبير عن الواقع. ورغم سيطرة هذا النوع من المسرح على الساحة الفنّية، إلاّ أنّ هناك مسرحيات أخرى أكثر التزاماً تجاه واقعها، فهي لا تحاول أنْ تقترب من الكوميديا إلاّ من باب الالتزام، في حين أن هنام نصوص مسرحية أخرى تستطرد في الأسلوب الكوميدي وتجعله وسيلة تعبير خاصّة وأداة ممنهجة لإدانة الواقع وتحوّلاته.
يشارك في هذه المسرحية كل من سكينة درابيل وعبد الحق بلمجاهد وحسن مكيات ومحمد الحوضي. وهي أسماء فنية معروفة داخل المجتمع، بحكم مكانته البارزة في المسرح المغربي وقدرتها على خلق أداء فني تتماهى فيه مع مشاهد كوميدية مختلفة، بما يجعلها تخلق متعة فنية بالنسبة للمُتفرّج الذي يجد بدوره متعة خاصّة في مشاهده هذه الوجوه التي نسج معها علاقة خاصّة داخل السيتكومات والمسلسلات والمسرحيات.



