يأتي هذا الكتاب الذي صدر سنوات قليلة جداً بعد وفاة الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو ليعيد تجسير العلاقة بين موريس بلانشو وميشيل فوكو، فالكتابة هنا تأتي بوصفها شهادة من مفكر إلى مفكر، وعياً من بلانشو بقيمة ما يمثله فوكو من مركزية كبيرة داخل الفكر المعاصر. ذلك إنّ فوكو رغم أنه أصبح يمثل مركز الفلسفة الفرنسية المعاصرة، إلأ أنه يصنّف دائماً من المفكرين الذين حفروا في الهامش وجلعوا من موضوعات من قبيل السجن والجنون والمعرفة موضوعات تتحكم في الجدل الفلسفي داخل السياق الذي عاش فيه فوكو في فرنسا، سيما عام 1969 وما تمثله هذه المرحلة من أفق مغاير داخل الفكر المعاصر
يقول المترجم «عمل موريس بلانشو في هذا الكتاب، على تتبع المسار الفكري لميشيل فوكو منذ النشأة الأولى، أي منذ إنجاز أطروحته لنيل الدكتوراه حول موضوع تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي وصولاً إلى صدور كتابيه « نظام الخطاب» و «تاريخ الجنسانية» محاولاً قدر الإمكان الإمساك بالخيوط المبعثرة من أجل ترتيبها وتنظيمها.
ففي هذا النص الذي كتب منذ حوالي ثمان وثلاثين سنة خلت وبالضبط في سنة 1986 أي بعد سنتين من وفاة فوكو سنة 1984. ويعتبر من باب ما كتب على سبيل التأبين والفواء لذكرى رحيل مفكر عظيم. قال عنه بلانشو: أنه سيحتفظ بصداقته الفكرية لأعماله. فو الذي الذي اختطفه الموت الموت الحزين، وهو لا يزال في أوج العطاء ويعيش أيامه بصحبة الفلسفة. يصرح الكاتب أنه لم يتلق بفوكو قيد حياته فقد رآه بالصدفة في باحة السوربون خلال أحداث 1968 الطلابية، عندما كان الجميع يتساءل عن أسباب غيابه عن ميادين النضال».



