يتوزّع الإنتاج الثقافي للأديب والمفكّر عبد الإله بلقزيز بين التأليف في مضّان الفكر العربي والكتابة الأدبية. واستطاع عبد الإله على مدار سنوات أنْ يبرز موهبته لا كجامعي يلهث وراء المراجع التعليمية والندوات العابرة، بل كمفكّر مُنظّر لقضايا وإشكالات ذات صلة بالفكر العربي والاستشراق. ويُعتبر صاحب « عرس الدم في الجزائر » أحد الأسماء الكبيرة التي قدّمت متناً فكرياً أصيلاً في تشريح الخطاب الديني وتفكيك يقينياته وميكانيزمات تفكيره والأسس الفكرية والإيديولوجية التي تأسّس عليها على مدار تاريخه. غير أنّ كتابات بلقزيز لم تبق لصيقة بالجوانب الفكرية بل امتدّت وتشعّبت لتدخل غمار التجريب الأدبي المبني على التخييل. ففي الأدب حرص صاحب « الحركة » في جعل القالب أداة لتوسيع أفق الكتابة الفكرية، بعدما غدت رواياته امتداداً عميقاً للكتابة الفكرية وتجريديتها.
يستحق عبد الإله بلقزيز أكثر من تكريم، رغم أنّ مشروعه الفكري لم يحظى بما يستحقّه من عناية داخل المغرب. بل إنّ عبد الإله يُعدّ في قائمة أكثر المفكّرين المغاربة غزارة وإنتاجاً من ناحية الكتابة والتأليف، بعدما صدر له أكثر من 50 مؤلفاً موزعة بين التنظير الفكري والإنتاج الأدبي ومؤلفات أخرى ذات صبغة تحليلية تتّصل ببعض الظواهر الذي تشهدها المنطقة العربية ككل.