في هذا الكتاب يتعرّف القارئ على مشروع الربيعي وقيمته وإسهاماته في الفكر العربي المعاصر. ذلك إنّ كتاباته تتميّز بنفحة نقدية للسرديات التاريخية المؤسّسة للخطاب الديني. وتحظى مؤلفات الربيعي بشعبية كبيرة داخل المجال الثقافي لكونها تنطلق من أسس معرفية في مقاربة النصّ الديني وغالباً ما تغلب مواقفه تجاه التاريخ العربي الإسلامي الكثير من الجدل المعرفي بين الباحثين، بحكم ما تنطبع به من قوّة نقديّة في نقد المنظور التاريخي القائم تجاه بعض القضايا والإشكالات. لهذا يجد العديد من القراء في كتاباته معرفة أصيلة بالتاريخ والأساطير، سيما وأنّها كتاباتٌ نقدية تُعطلّ السرديات المعرفية القائمة وتسعى عن طريق المنهج العلمي إلى البحث عن وثائق ولقى تسعفها على إعادة بناء معرفة أصيلة حين يتعلق الأمر ببعض القضايا الدينية.
وحسب تقديم الكتاب الذي حرّره الباحث نبيل فازيو يجد « القارئ بحوثاً قُدّمت في إطار الندوة التي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني يوم 21 أكتوبر 2022 بالدارالبيضاء حول أعمال المفكر العراقي فاضل الربيعي. اتّخذ الاحتفاء بالربيعي شكل دعوة إلى التفكير في ما فكّر فيه من أسئلة وقضايا، تتوزّع بين تخصصات معرفية متعددة تنتمي بشكل أو بآخر إلى مجال تاريخ الأديان. تتجاور في كتابات الربيعي شخصية الباحث والمفكر، وهي تقدم بذلك نموذجاً للبحث الأكاديمي المتسلح بالصرامة المنهجية والرؤية النقدية الذي يسخر نفسه للتفكير في الراهن وأسئلته الحارقة والانخراط في مد الوعي العربي برؤية نقدية إلى أكثر أسئلته حساسية قصد تحريره من سطوة السرديات المحاصرة له. لذلك يتخذ مشروع الربيعي شكل محاولة لتحرير الوعي الديني والتاريخي العربي، بما يضفي على بحوثه راهنية تكشف عن مدى حاجتنا إليها اليوم ».
