وحسب بين الدار ستحتضن قاعة الندوات بالمركز « فعاليات الدورة الثانية لهذا المنتدى الحواري، والذي سبق تنظيم دورته الأولى في مدينة ورزازات من شهر نونبر ضمن برمجة الموسم الخامس. وتستقصي هذه الندوة مقاربة نسق الصورة بين تقاطعات الشعري والسينمائي، بمشاركة مجموعة من النقاد بوبكر الحيحي وياسمين بوشفار وفريد بياض. فيما تفتتح الفعاليات يوم الخميس 26 دجنبر وتحفل بالعديد من الفقرات واختارت جمعية الشباب المبدع تكريم الشاعر والناقد والإعلامي عبد الحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، والفنان إدريس الروخ ».
كما أنّ « هذه البرمجة الشعرية والنقدية لدار الشعر بمراكش تستحضر، ضمن استراتيجية الدار، في حرصها الانفتاح المتواصل على باقي جهات الست في جنوبنا المغربي. هذا الجنوب، الذي يزخر بموروثه الثقافي والفني المادي واللامادي، والذي ألهم العديد من عشاق أدب الرحلة والشعر وفنانين عالميين، كي يتركوا أثرا خالدا للإنسانية من خلال نصوصهم المخطوطة وأيضا من خلال أنساق الصور، الفوتوغرافية والفيلمية، المشبعة بتفاصيل التاريخ والأنثروبولوجيا وسحر الصحراء و »سيميوطيقا » الجغرافيات ».
ويقارب النقاد بوبكر الحيحي وياسمين بوشفار وفريد بياض، أنساق الصورة بين تقاطعات الشعري والسينمائي، ضمن رؤى متعددة. لقد تحدث السينمائي الفرنسي جاك كوكتو، ذات مرّة، « محكوم على السينما أن تكون شعرية ». هذا الارتباط الأزلي هو ما دفع بأندريه تاركوفسكي أن يعتبر أن الروابط الشعرية (منطق الشعر في السينما) « هي مرضية على نحو رائع »، إذ تبدو لتاركوفسكي « ملائمة على نحو مثالي لإمكانية السينما بوصفها أكثر الأشكال الفنية صدقًا وشعرية ». بل ويذهب بعيدا، حين يتحدث عن الاستنباط الشعري، بوصفه أقرب إلى القوانين التي بواسطتها يتطور الفكر، وبالتالي أقرب إلى الحياة نفسها، من منطق الدراما التقليدية ».
من ثم، فإنّ انتقال « نسق الصورة، بين سياقي الشعري والسينمائي، ضمن انتقال الكتابي إلى السماع وبين انتقال البصري من خلال الضوء وعوالم التقني الى مجال الرؤية. وهنا، لا نقف عند البنية الداخلية لكل نسق على حدى، وإنما الغرض البحث في وشائج وتقاطعات الشعري والسينمائي ضمن سياق ما تطرحه الصورة لكليهما من بعد تخييلي واستعاري وجمالي ».