تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه من الدراسات القليلة التي تطرقت إلى موضوع من هذا القبيل، ذلك إنّ أهميته تبدو بارزة داخل حقل الكتابة التاريخيّة، بحكم قيمته ومركزيته في بناء سردية تاريخية ترصد حركية السكان خلال حقبة الحماية، بوصفها مرحلة هامة في تاريخ المغرب والتي سيكون لها الأثر الكبير على مراحل ما بعد الاستقلال. يقول الباحث «يعد التاريخ الديمغرافي هاما في فهم أسرار التحولات الكبرى والتعرّف على فترات النمو السكاني والاقتصادي وهذا الحقل المعرفي يسمح بمعرفة العوامل المؤثرة في السكان، نذكر منها: الحروب والمجاعات والكوارث والهجرات وفي معرفة الحالة الديمغرافية لهم، وتتجلى أهميته كذلك، في معرفة تاريخ الأمية والجنس والأسرة. بالمحصلة تكمن أهميته في تفسير كيفية تطور الساكنة إيجاباً أو سلباً».
وحسب نفس المصدر «يعتبر البحث في تاريخ المغرب الديمغرافي زمن الحماية عملاً شاقاً، إلاّ أنه يستحق البحث فيه وسير تشعباته، باعتبار أن الديمغرافية التاريخية ليست موضوع ساكنة وتطور خصائصها في الزمن الطويل، بل نقطة جوهرية يمكن الانطلاق منها لفهم واستيعاب الكثير من القضايا والإشكالات التي تهم تاريخ المغرب في حاضره ومستقبله».
