في هذا الكتاب تُسلّط المغاري الضوء على تاريخ المدينة من خلال معمارها، إذْ تبرز بقوة جماليات المدينة وتاريخها ومكانتها في تاريخ المغرب، خاصة وأن هذه المدينة لعبت الكثير من الأدوار الطليعية في تاريخ البلد سيما الفترة الحديثة. ولا شك أن مؤلفات من هذا القبيل تُعيد لمجال البحث التاريخي مكانته الرمزية على أساس أنه يقدم نمطاً من المعرفة الأصيلة الواعية بالماضي والقادرة أنْ تبني معالم الحاضر. كما أن هذا المؤلف يدخل ضمن ما يسمى بالمونوغرافيات الفنية التي تبققى مغيبة داخل مجال البحث التاريخي، فمثل هذه الكتب تساهم وإلى حد كبير في التعريف بالتراث الفني الذي يحبل بالمغرب ومكانته التاريخية وقيمته الحضارية كبلد تلاقت فيها حضارت كثيرة وأفرز العديد من النظم الاجتماعية والطرز المعمارية والمفاهيم الجمالية وغيرها.
تأتي قيمة هذا الكتاب أنه يقرأ تاريخ الصويرة لا من خلال مصادر تاريخية بل انطلاقاً من الجانب المعماري، فهذا الجديد الذي جاءت به الباحثة يظل مثار غموض بالنسب للعديد من الباحثين في مجال التاريخ الذين طالما يعتبرون أن الفن ليس وليد هذا الحق وإنما تخصصات أخرى لها صلة بالآداب. والحق أن المرجعية التاريخية تعطي للباحث قيمة في النظر إلى مفهوم الفن وتساعده على تمثل الحاضر والحدس بالقيم الجمالية والمعايير الفنية التي أسست عليها الحضارة المغربية، في سبيل إبراز خصوصياتها وجمالياتها أمام ما يعيشه المجتمع من انحطاط وتصدع.




