وحسب بلاغ الأكاديمية أنّ الندوة سيتم افتتاحها بمجموعة من الشهادات العلمية في الإنتاج الفكري لعبد الله كنون، اتصالاً بما دأبت عليه أكاديمية المملكة على مُستوى التعريف بأعلام الفكر والثقافة في المغرب، وذلك بما قدموه من « خدمات فكرية جليلة لأوطانهم وللإنسانية جمعاء، ووضعوا لافتات مضيئة بطريق النهوض الحضاري المغربي في مختلف المجالات الوطنية والفكرية والأدبية والإصلاحية، فأصبح بذلك هذا المشروع الفكري الوطني رائدا في الدفاع عن الهوية الحضارية المغربية وخصوصيتها الثقافية».
وتأتي هذه الندوة على شكل اعتراف ضمني وتكريمي بأهمية هذا الرجل الذي كان له الفضل في طرح العديد من الإشكالات والقضايا داخل الثقافة المغربيّة، وإسهاماته الرصينة في خلخلة بعض الأفكار التقليدية رغم تكوينه التقليدي خلال الفترات الأولى من حياته بعد هجرته من فاس إلى طنجة. فقد عُرف عن صاحب « النبوغ المغربي في الأدب العربي » فطنته منذ مقالاته الأولى التي كان ينشرها بمجلات مغربية ومشرقية، بما كانت تطرحه من أفكار ساهمت قبيل الاستقلال في تحقيق نهضة ثقافيّة حقيقية تُظهر المكانة التي كان يكتسيها المغرب على المستويين الثقافي والفكري. لكن شهرته الحقيقية بدأت من خلال كتابه المذكور، الذي جعله أكثر المفكّرين المغاربة شهرة في المشرق ليحصد بعد سنةٍ واخد على تأليف كتابه على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة مدريد المركزيّة.
هذا وتجدر الإشارة بأنّه إلى جانب الشهادات الذاتية التي سيلقيها مجموعة من الشخصيات عايشت تجربة عبد الله كنون الفكرية ونضالاته الوطنية في سبيل تحقيق السلم والعدالة والاستقلال، ستعرف الندوة تقديم مجموعة من الأوراق العلمية التي سيفتتحها كلّ من عبد الجليل الحجمري، باعتباره أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربيّة والدكتور محمّد كنون كرئيس لمؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي.