جاءت الدورة احتفالاً بالذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء، حيث مثّلت «الزنقة 13» جهة بني ملال خنيفرة واستطاعت أنْ تحصد مجموعة من الجوائز المسرحية مثل الجائزة الكبرى وجائزة الإخراج وجائزة التشخيص ذكور، هذا بالإضافة إلى الترشّح لجائزة السينوغرافيا للفنان يونس تفاحي وجائزة التشخيص إناث للفنان مريم القديم. وقد خلّف هذا الفوز فرحاً كبيراً في صفوف عشاق المسرح بمدينة الفقيه بن صالح.
إذْ على الرغم من التهميش الذي تعرفه المدينة اليوم من الناحية الثقافيّة، إلاّ هناك تجارب فنية جديدة تسعى جاهدة إلى اختراق المسكوت وبذل مجهود كبير في اختراق حاجز الصمت والتعبير بطلاقة عن جملة قضايا وإشكالات تشغل الراهن المغربي. ليست المرّة الأولى التي يفوز هذا العرض المسرحي بجائزة ما، إذْ سبق للفرقة أنْ فازت بالعديد من الجوائز الوطنية والعربية ومثّلت أكثر من مرة جهة بني ملال خنيفرة في ملتقيات مغربية وعربية.
تنطلق «الزنقة 13» من واقع مغربي هشّ ومُعطّل. المسرحية تنتمي من الناحية الفكريّة إلى مسرح معاصر، يحاول أنْ يقطع مع بعضٍ من تقاليد المسرح الحديث. فالعمل المسرحي هنا يبتكر لنفسه شكلاً فنياً مستقلاً يجعله يتآلف مع كافّة الوقائع والأحداث التي تطال الواقع. غير أنّ هذا الأخير لا يحضر باعتباره تصويراً ميكانيكياً وإنّما بوصفه فضاءً للتخييل وفق آليةٍ تقوم على مقاربة مزدوجة، بقدر ما تسعى إلى توثيق مرارات الواقع ونتوءاته تتنطّع بطريقة معيّنة إلى تأسيس سيرة متخيلة لها.
وتندرج المسرحية ضمن فرقة النون والفنون بمدينة الفقيه بن صالح، حيث سعت الفرقة على مدار سنوات، على كتابة وتمثيل وإخراج العديد من المسرحيات التي تنهل معينها من الواقع وتحاول عبره تأسيس فرجة مسرحية داخل مدينةٍ مهمّشة لكنّ شبابها يسعون جاهدين إلى إبراز تاريخها وذاكرتها وواقعها وما تحبل به من قصص وحكايات.