ينتمي بن جلون إلى جيل السبعينيات داخل المشهد السينمائي، جيل استطاع أنْ يجعل من السينما متعة حقيقية عبر جمعيات وقوافل وأندية جعلوا فيها من السينما فناَ شعبياً ومرآة لما يعرفه المجتمع من تصدّعات. الرغبة عند حسن بنجلون كانت قوية في خلق سينما فيها نوع من التجريب السينمائي الذي لا يهتم بالتقنيات والجماليات إلى حد ما، بقدر ما كانت بواكيره تأخذ بعداً جدلياً في التصادي مع المجتمع من الناحية السياسية. وكانت أفلام بنجلون على مدار تاريخها تقدم إشارات ضوئية مُضيئة حول هذا النوع من السينما الملتزمة التي تحاول تفكيك البنى السياسية والأسس الاجتماعية وفق لقطات ومشاهد.
ويأتي عرض «جلال الدين» بعد فوز بعدة جوائز عربية. ويعتبر هذا الفيلم مغايراً في سيرة بنجلون، حتّى وإن كان البعض يعتبره امتداداَ حقيقياً لتجربته السينمائية. وتتميّز سيرة بنجلون في كونها تجربة مفتوحة على تحوّلات السينما. ورغم أنّه يُجيد الصنعة التلفزيونية إلاّ أنّه يستطيع داخل الشريط التلفزيوني أنْ يخلق نوعاً من المغايرة والاختلاف داخل هذه الصناعة.
جدير بالذكر أنّ فيلم «جلال الدين» يلعب دور البطولة فيه كل من الممثل ياسين أحجام والممثلة التونسية فاطمة ناصر وقد عُرض منذ عدّة أشهر في سينما ميغاراما بالدارالبيضاء إلى جانب عدد من المهرجانات العربية وحصل بعض الجوائز منها.