الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية تتكوّن من 15 قصّة تحاول فيها وفاء مليح التقاط بعضٍ من أنفاسها الواقعية وفق قالب تخييلي يجعل من فنّ القصة أفقاً للتفكير والتأمّل. وحسب تقديم الناشر الأوّل فإنّ « المجموعة القصصية تتناول مواضيع متعددة تستمد مادتها من نبع واحد يحمل بين أضلعه ذاته وضدها « المرأة والرجل »، « الأنثى والذكر »، « الفتاة والفتى »، « الجنس في معترك الجنس ».
يقول الروائي والكاتب محمد برادة عن الكاتبة وكتابه " من أين تبدأ قاصة مغربية وهي في مستهل الطريق؟ كل الموضوع ممكنة ومفتوحة، لكن ما يبدو أكثر جاذبية واستحقاقا هو مجال علاقة الشاب بالشابة، والمرأة بالرجل والفتاة بجسدها ... ذاك هو المدخل الطبيعي لإعادة تبين موقع الذات الأنثوية داخل مجتمع تهيمن عليه تعاليم الذكورية وطقوسها الموروثة ».
وهذا « ما تحاوله وفاء مليح في خطواتها الأولى على طريق القصة القصيرة تكتب بأنامل مرتعشة متحسسة تلك المناطق التي تجعلها فتاة امرأة في موقع المواجهة مع ترسانة من القيم الذكورية التي تحكم على المرأة بالدونية في واقع الممارسة رغم كثرة القوانين المكتوبة التي « تصون » حقوق المرأة، وربما هذا الهاجس المحسوس هو الذي يجعل النصوص القصصية تتعجل الفضح والاحتجاج ولا تستجيب لتفاصيل السرد والإيحاء. لكن مع ذلك، نحس أن الكاتبة تلتفت إلى أهمية الحلم لتنفس عن بعض المكبوتات التي تمنع المرأة من الاقتراب من منطقة الموضوعات والمشاعر المحرمة ونحس أيضا بحثها عن أسلوب يتباعد عن الواقع المباشر ».
ويضيف « في أول الطريق ترتعش الأنامل وتختلط الرؤى قبل أن تتبلور عناصر تمكن من نسج عالم مميز وسط الكتابة القصصية الأخرى وهذا ما تنتظره من وفاء مليح وهي تتابع مشوارها الطويل ».
