والحقيقة أنّ اختيار أحرار رئيسة لهذه اللجنة يُضاعف من قيمة هذه المسابقة ويساهم في تأصيلها، بحكم مهنتها كأستاذة للمسرح ثم كممثلة ومخرجة وصولاً إلى إدارة للمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بمدينة الرباط، ما يعني أننا أمام تجربة فنية متعدّدة تمزج الموهبة الذاتية بالتكوين المعرفي والتأطير الأكاديمي. وقد حرصت إدارة المركز السينمائي على خلق هذه المسابقة التي تُعدّ الثانية في مسار الفيلم الوطني، بحيث تُعطى الفرصة للطلبة ممّن يتوفرون على أفلامٍ قصيرة والمنافسة على جائزة أفضل فيلم. والحقيقة أنّ هذه المسابقة قد غدت من المسابقات الهامّة داخل المهرجان لكونها تمتلك قيمة معرفية تُساهم في التعريف بالوجوه الجديدة والتمكّن من معرفة مستوى مدارس ومعاهد السينما في المغرب ونظام تعليمهم والأسس الفكرية التي يستند عليها مشروعهم السينمائي.
وقد جاء اختيار أحرار وعياً من الجهة المنظمة بمكانتها وقيمتها داخل الساحة الفنّية وقيمتها المركزيّة بكل ما تحمله في عمقها من دلالات رمزية مرتبطة بالصناعة السينمائية وتحوّلاتها. ذلك إنّ لطيفة أحرار من الوجوه المخضرمة التي طالما مزجت في سيرتها السينما والتلفزيون والمسرح واستطاعت عبر هذه الوسائط البصرية أنْ ترسم لها بورتريها فنياً مغايراً عن الجيل الذي تنتمي إليه.