يقول الباحث بأن كتابه هذا هو «مساهمة في بناء الوعي النقدي التحرري الذي يشدد على ضرورة النقد المزدوج للذات والآخر، بقدر ما يؤمن بأهمية الانفتاح على على الآخر، يقدم فيه المؤلف تصوراً جديداً لنقد النقد، يرتكز على نظرية الخطاب، ويشدد على ضرورة الوعي النقدي بالدور السياسي للنظرية، ذلك أن حركية انتقال النظرية من الغرب إلى الثقافة العربية، إنما تتم فيه سياقين ثقافي وسياسي تتحكم فيهما علاقات القوة غير المتكافئة بين الثقافة العربية والثقافة الغربية، وفي هذا الوضع لا يمكن النظرية أن تكون حيادية حتى لو ادعت ذلك بمزاعم علمية تحجب أيديولوجيتها. وفي مسعى منه لتعديل هذا الوضع لمصلحة الثقافة العربية، والتخفيف من خسائره على النقد العربي، يقترح المؤلف خطاب التنظير التابع في مواجهة النظرية الغربية بوصفها خطاباً مهيمناً، حيث إن من أولوية هذا الخطاب بناء وعي نقدي تحرري قادر على توليد خطاب مضاد للنظرية الغربية، يقدم استراتيجيات خطابية بديلة في ممارسات القراءة النقدية والتنظير».
يعد محمد بوعزة من الباحثين الذين راكموا منجزاً نقدياً أصيلاً ومختلفاً. ذلك إنّ كتاباته تتميز بكثافتها العلمية وقدرتها على تأصيل الممارسة النقدية من خلال مفاهيم ونظريات لا تجد ملامحها في مجال الأدب، بقدر ما نعثر لها عن مقابل معرفي ضمن مجال الفكر، هنا تغدو الكتابة النقدية شكلاً من أشكال الفكر الذي بموجبه تصبح الكتابة عملية فكرية تقوم على التفكير والتأمل وليس الوصف والحكي. بهذه الطريقة يقترح علينا بوعزة كتابه الجديد، محاولاً تفكيك الخطاب النقدي حول النقد وإعادة الكشف عن الأبعاد المعرفية التي تطبع هذا المفهوم داخل الممارسات البحثية داخل مجال الأدب.



