ويأتي هذا اللقاء وعياً بأهمية كتابات أحمد بوزفور في مجال القصّة وما استطاع واستشكاله من قضايا وإشكالات ودمجها داخل متنٍ قصصيّ مخاتل. ومنذ « الغابر الظاهر » أرسى بوزفور لنفسه مكانة كبيرة استطاع من خلالها أنْ يغدو من الأسماء المغربية الهامّة التي تكتب القصّة بوعي مختلف ومُنفتح على التحولات الجمالية التي يعرفها هذا الجنس الأدبي إلى جانب أجناس أدبية أخرى. ورغم كثرة المجاميع القصصية التي كانت تصدر منذ بداية الثمانينيات، إلاّ هناك اختلافاً كبيراً ظلّ يُميّز كتابات أحمد بوزفور وذلك لكونها كتابة لا ترهن نفسها بالخطاب، بقدر ما تنشغل بأسس معرفية تحاول بها بناء شعرية النصّ القصصي. لهذا ظلّت متونه القصصية ذات ميسمٍ عالم، تدمع الجانب المعرفي بنظيره الأدبي والخروج بتوليفة فنّية مختلفة عن باقي النصوص القصصية الأخرى.
ونظراً إلى هذه المكانة اختارت الكلية أنْ يكون القاص أحمد بوزفور في لقاءٍ مفتوح مع الطلبة والباحثين، وذلك من أجل تشريحه تجربته ودراسة تحولات نصوصه الأدبية وأهميتها داخل السياق الثقافي الذي نعيشه الآن. كل هذا في وقتٍ أصبح فيه كتاب القصّة ينسحبون من المشهد ويلهثون وراء الكتابة الروائية ومتخيلها بسبب الحظوة التي باتت تحظى بها مقارنة مع أجناس أدبية أخرى مثل الشعر والقصة.