ويأتي هذا التكريم على خلفية المكانة التي يحظى بها المعنوني في الذاكرة السينمائية، باعتباره من المخرجين الأوائل الذين وضعوا السينما المغربية على قاطرة التحديث. ذلك إن أفلامه حققت شهرة واسعة منذ نهاية السبعينيات، خاصّة حين يتعلق الأمر بـ « آليام آليام » و« الحال » اللذين عمل من خلالهما المعنوني على استنطاق الجسد المغربي، بكل ما كانت تعرفه المرحلة من تحولات سياسية واجتماعية. فالمُشاهد لأفلامه ينتبه إلى مدى حرص المخرج في أنْ تكون سينماه وثيقة تاريخية تعمل على تأريخ المرحلة ونقل كل ما ينطبع به الواقع من جرح وأحداث وقضايا ومشاكل.
ويظل « الحال » بكل ما يقترحه من رؤى جمالية، في طليعة الأفلام التي وثقت التجربة الغنائية، وذلك بتتبع مسار مجموعة « ناس الغيوان » ورصد رحلتها في عالمي الموسيقى والغناء. أما فيلم « آليام آليام » فقد تم عرضه عام 1978 للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان, واعتبر الفيلم أول الأفلام السينمائية التي فتحت باب العالمية بالنسبة للسينما المغربية، وجعلتها تحبو على درب المهرجانات العالمية، بعد فوز الفيلم بالعديد من الجوائز الدولية.
جدير بالذكر أنّه إلى جانب التكريم الذي سيحظى به أحمد المعنوني بمهرجان الفيلم الإفريقي سيتم عرض فيلمه الوثائقي « الحال » كواحد من أشهر أفلام المغربية على الإطلاق في عيون السينما العالمية.