يقول أمين ناسور بأنّ مسرحيته « تكنزة.. قصّة تودة » عمل من خلالها على استلهام رقصة أحواش ضمن أفق مسرحي جذّاب. إذْ يُحاول صاحب « نايضة تو » المزج بين فنون عدّة، من أجل البحث عن مسرح جديد، يُحاول المزج بين القديم المعتّق في جرار الزمن، وبين رؤية مسرحية حديثة مرتكزة على تحولات الواقع اليومي. غير أنّ التراث يأخذ عند ناسور قلقاً وجودياً، لكونه لا يستلهمه في المسرحية من باب الإكسيسوار أو محاولة إعطاء العمل المسرحي صبغته المحلية في علاقته بتاريخه، بقدر ما يشتغل على التراث من وجهة نظرٍ فكريّة تسعى إلى التعامل مع الموروث المحلي وفق رؤية تحديثية.
ويعتبر صاحب « شاطارا » بأن من مشاكل تطوير العمل المسرحي، يتمثّل بدرجةٍ أساس في غياب سياسة الترويج للأعمال المسرحية، فهذا الغياب يُساهم إلى حد كبير في تراجع المسرح وجعل وهجه يخفت مقارنة بسنواتٍ خلت. ويرى بأنّ النصّ المسرحي الجادّ دائماً ما يرسم له أفقاً جمالياً مختلفاً داخل واقعه. وعن سؤال غياب الاهتمام بالمسرح السياسي في تجربته المسرحية، يقول ناسور بأنّ كلّ مسرحياته تُضمر أبعاداً سياسياً، بل هناك مسرحيات يتّخذ فيها موقفاً سياسياً صريحاً خاصّة في مسرحيته « الفيشطة ».
جدير بالذكر أنّ أمين ناسور، يُعتبر من أهم الوجوه المسرحية الجديدة التي تدفع بالمسرح المغربي صوب تجديد نفسه من الداخل، سواء عن طريق موضوعات مختلفة تحاول أنْ تُوازي بين السفر صوب التراث والإقامة في تخوم الواقع، أو عبر الاشتغال على عناصر مسرحية يتداخل فيها القول الفكري بين الزخم الفنّي.