وحسب المؤسسة فقد ترشحت للجائزة خلال هذه الدورة 137 رواية، وجرى اختيار القائمة الطويلة من قبل لجنة تحكيم مكوّنة من خمسة أعضاء برئاسة الباحث والناقد التونسي محمد القاضي وعضوية كل من شاكر نوري، كاتب ومترجم عراقي؛ وضياء الكعبي، أكاديمية وناقدة بحرينية؛ وليلى هي وون بيك، أكاديمية من الكورية الجنوبية؛ ومايا أبو الحيات، كاتبة ومترجمة فلسطينية.
وشهدت الدورة الحالية من الجائزة ترشيح كتّاب إلى القائمة الطويلة وصلوا إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقاً، وهم عبد الوهاب عيساوي (الفائز بالجائزة 2020) وسعيد خطيبي (القائمة القصيرة 2020)؛ وعبد المجيد سباطة (القائمة القصيرة 2021) وأحمد عبد اللطيف (القائمة الطويلة 2018 و2023) ؛ وأميمة الخميس (القائمة الطويلة 2010، 2019)، وأمين الزاوي (القائمة الطويلة 2013، 2018، 2024).
وشهدت الدورة الحالية من الجائزة وصول عشرة كتّاب للمرة الأولى إلى القائمة الطويلة وهم خليل صويلح، ودعاء إبراهيم وشريفة التوبي وضياء جبيلي وعبد السلام إبراهيم وعبده وازن، وعصام الزيّات ومروان الغفوري، ونجوى بركات ونزار شقرون.
وحسب نفس المصدر «تأخذنا روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة إلى عوالم وأزمنة مختلفة، من حضارات الشرق الأوسط منذ 4000 عام، إلى مدينة القاهرة المستقبلية حيث الإنسان على وشك الانقراض، ومن قرى عُمانية ويمنية في آواخر القرن العشرين إلى سجن ياباني في الوقت الراهن. وتتابع الروايات التحولات السياسية والاجتماعية في الجزائر والعراق وبلدان أخرى على مدار عقود، وتصور الصراعات الداخلية للأفراد الذين يرتكبون جرائم بدوافع الغيرة أو السياسة أو بسبب الأمراض النفسية. كما أنها تلقي الضوء على العلاقة المعقدة بين الواقع وتصويره في الكتب والأفلام، وتسأل عمن له الأحقية في رواية القصص».
في إطار تعليقه على القائمة الطويلة، قال محمد القاضي، رئيس لجنة التحكيم «تقدّم الروايات المندرجة في القائمة الطويلة في هذه الدورة صورة مصغرة من المشهد الروائي العربي المعاصر في تنوعه وثرائه. وقد احتلّت العوالم الباطنية للشخصيات منزلة خاصة من خلال نماذج استثنائية تعيش أزمات نفسية وتجد عسراً في الانسجام مع الواقع المعيش. كما حظي التاريخ، بعيداً كان أو حديثاً، بمكانة بارزة وكان حضوره لافتاً باستدعاء الماضي واستكناه أبعاده ودلالاته. كما عالج عدد من الروايات قضايا الهوية في مناخات الحروب والصراعات والهجرات والثورات والتطور الاجتماعي والعمراني غير المتوازن».
وأضاف القاضي «ولئن جنحت بعض الروايات إلى توخي البنية الكلاسيكية وعمدت إلى تكريس الفنيات الواقعية فإن عددا أكبر من روايات القائمة الطويلة جنح إلى إحداث تداخل بين الواقعي والخارق واعتمد تعدد الأصوات وإطلاق تيار الوعي وتوظيف البنية المتشظية التي تعكس نزوعا إلى التعبير عن نسبية الكون والنفاذ إلى القضايا النفسية والمعاناة الداخلية التي تعكس العزلة والانفصام والقطيعة مع الواقع والسعي إلى العثور على حقيقة أخرى مفارقة للسائد تتحرك في مدارات المقموع والمسكوت عنه».
من جانبه قال ياسر سليمان، رئيس مجلس الأمناء «تلتقي معظم روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة على اختلاف أصواتها وتشعب مواضيعها في توجهها إلى تفكيك الماضي كمقدّمة لقراءة تصدّعات الحاضر المغدور. العودة إلى الماضي في هذه الروايات ليست من باب «النوستالجيا» التي غالباً ما يعبّر عنها بسذاجة متخيلة في المجتمعات العربية بــ «أيام الزمن الجميل» بل من باب مقاربة الديستوبيا التي تعيشها هذه المجتمعات في لحظتها الراهنة. وإن كان هناك ما يثير الاهتمام في هذا التوجه، من خلال قراءة محليّة المكان وراهنيّته في الروايات، فهو تقاطع القراءات التي تطل علينا من نوافذها، وكأنها تسرّ إلى القارئ العربي بمقولة مفادها «كلنا في الهمّ عُرْبُ» تقرأ طنجة، جارة تطوان، فتسمعها تناجي أرض اليمن عبوراً ببيروت وبغداد، فهل من مغيث؟».
جدير بالذكر أنّ الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، وتبلغ قيمة الجائزة التي تُمنح للرواية الفائزة خمسين ألف دولار أمريكي، ويرعى الجائزة مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.




