ويعود المهرجان هذا العام بحلة جديدة ليواصل مساره كمنصة راسخة لتبادل التجارب بين سينمائيات من مختلف القارات، وبحث سبل الارتقاء بصورة المرأة في السينما ومناقشة التحديات التي تواجهها في الممارسة الفنية والإبداعية.
حسب بلاغ توصل le360 بنسخة منه، تنظم جمعية أبي رقراق هذه الدورة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، في سياق اجتماعي وثقافي يتسم بتحولات متسارعة تمس موقع المرأة في المجتمع وصورتها في الإنتاجات السمعية البصرية.
وأشار البلاغ إلى أن هذه الدورة تنعقد في ظرفية سوسيولوجية متعددة المؤثرات، خاصة في ظل النقاش العمومي الذي يرافق قضايا من قبيل العنف والتحرش والمناصفة وحماية الأسرة والطفولة، وهي مواضيع تحضر بقوة في عدد من الأعمال السينمائية المغربية الحديثة التي تعكس نبض المجتمع وتحولاته، وتبرهن على وعي المخرجات المغربيات وإسهامهن في مساءلة هذه الظواهر فنيا وفكريا.
ويسعى المهرجان من خلال برمجته إلى مواكبة التطورات الدستورية والتشريعية التي تشدد على مبدأ المساواة بين الجنسين، عبر إتاحة فضاء للنقاش يربط بين السينما والنوع الاجتماعي، ويشجع على تبادل الخبرات بين محترفات السينما من العالم العربي وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا. كما يعمل على تفكيك الصور النمطية التي مازالت تلاحق تمثلات المرأة في الشاشة الكبيرة والصغيرة، عبر تنظيم لقاءات فكرية وندوات مفتوحة تناقش علاقة المرأة بالسينما من حيث التمثيل والممارسة.
وتتضمن الدورة الجديدة عددا من المسابقات الرسمية، أبرزها مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي يتنافس فيها عشرة أفلام تمثل 13 دولة من بينها المغرب، الصين، فرنسا، ألمانيا، النرويج والبرازيل، إلى جانب مسابقة للأفلام الوثائقية التي ترصد نضالات المرأة في مواجهة التمييز، ومسابقة خاصة بالأفلام القصيرة المغربية من توقيع مخرجات شابات، فضلا عن نافذة للأفلام المغربية الطويلة الحديثة تتوج بـ«جائزة الجمهور الشبابي».
كما ستمنح «جائزة الضفة الأخرى» لأفضل فيلم مغربي يدافع عن قضايا النساء ويشرك النساء في مناصب رئيسية ضمن طاقمه الفني والتقني.
وسيحتفي المهرجان كذلك بأربع شخصيات نسائية بارزة تركت بصمتها في الساحة الفنية والإعلامية، وهن الممثلة المصرية حنان مطاوع، والممثلة المغربية سعاد نجار، والصحافية المغربية صباح بنداوود، والممثلة المغربية فرح الفاسي، كما سينظم لقاء خاصا لتكريم الفنان الراحل محمد الشوبي، أحد الأسماء البارزة في المشهد الفني المغربي، من خلال شهادات مؤثرة تقدمها وجوه نسائية من عالم الفن والإعلام.
إلى جانب المسابقات والعروض، يقترح المهرجان برمجة فكرية وثقافية غنية تتضمن ندوة بعنوان «السينما والرقابات» تناقش إشكاليات حرية الإبداع وأشكال الرقابة في إفريقيا والعالم العربي، ولقاءات مفتوحة مع مخرجين ومخرجات مغاربة ودوليين، فضلا عن تقديم مؤلفات نقدية وأكاديمية جديدة في مجال السينما والفكر النقدي والدراسات النسائية.
كما ينفتح المهرجان على فئة الشباب من خلال عروض في الهواء الطلق بساحة «سوق الكبير» وورشات داخل المؤسسات التعليمية والجامعية بهدف ترسيخ ثقافة الصورة لدى الأجيال الجديدة.
وستقام فعاليات الدورة عبر عدة فضاءات في مدينة سلا، أبرزها قاعة «هوليود» بحي كريمة، وفضاء «الملكي» بالمدينة القديمة، وفندق «الدوليز» الذي سيحتضن الندوات والعروض الموازية، فيما سيعلن عن الفائزين بجوائز الدورة خلال حفل رسمي يوم السبت 27 شتنبر 2025، وسط حضور فني وثقافي وازن يمثل مختلف القارات والخلفيات السينمائية.




