تأتي قيمة هذا الكتاب أنّه يمزج في طيّاته بين المعرفة العلمية النظرية التي عادة ما يتسلّح بها الناقد وبين الخبرة الميدانية التي اكتسبها المخرج من تصويره للعديد من الأفلام السينمائية الباقية في الذاكرة والوجدان. فكتاباته من هذا القبيل تضع القارئ أمام نوعٍ جديد من الكتابة حول السينما، كتابة عارفة بالصور والموسيقى والمونتاج والسيناريو، وليس مجرد كتابة نقدية عادية تستند على المفاهيم والسياقات والنظريات، فقيمتها تبدو بارزة للقارئ الذي سيتلمّس فيها ملامح البعد البصري الذي يدخل ضمن اهتمامات المخرج. وتسعى هذه الكتابات أنْ تكون حاضرة بوهجها ومرجعياتها الثقافية والفكرية والجمالية، انطلاقاً من خبرة ميدانية اكتسبها المخرج خلال التصوير.
إنّ ما يميّز اشتغالات الطريبق أنّه يتعامل مع السينما، بوصفها مجالاً للتفكير والإبداع. فكلّ مرّة يُطالعنا بكتاب جديد لا يتباها به وسط النقاد، وإنّما يُقدّمه في صمت ويترك الخطاب التحليلي حول الفيلم يبني شرعيته العلمي مع القارئ. لذلك فهو ينتمي إلى قلّة قليلة من الأسماء التي لها القدرة على المزج في تجربتها الفنية بين الكتابة والسيناريو والإخراج، فهو اختلاف فني يزيد من قيمة المخرج ومكانته داخل السينما المغربية التي تفقد يوماً بعد يوم فتنتها من ناحية النقاش الفني المؤسّس على المعرفة الأكاديمية والخبرة الميدانية.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا