وستأتي الندوة من خلال تقديم الترجمة العربية لكتاب إدموند بورك « الدولة الإثنوغرافية: فرنسا واختلاق الإسلام المغربي ». ويشارك في هذا اللقاء الأستاذ محمد أعفيف، أستاذ التاريخ الحديث المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط والأستاذ إدريس بنسعيد أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط. وسيتمّ خلال هذه الندوة مناقشة الكتابة وما يحمله من أهمية معرفية على خلفية هذا النوع الكتابات الاستشراقية يقدم نمطاً من المعرفة التي بقدر ما تكون أصيلة من حيث المبدأ، إلاّ لأنها تحتاج إلى قراءة نقدية تكشف ملامحها وأفكارها وتعمل على تفكيك منطلقاتها الفكرية، خاصّة حين يتعلّق الأمر بمفهوم السلطة وتمثلاته داخل المرحلة الاستعمارية. إذْ رغم أنّ موضوع السلطة بشكل حظي باهتمام كبير من لدن بعض الفلاسفة، خاصّة داخل الفكر الفرنسيّ، إلاّ كتابات المؤرّخين ظلّت بمنأى عن الاهتمام بالموضوع. إن الاهتمام بالسلطة كظاهرة في تاريخ المغرب يُتيح للقارئ الوقوف عند ملامحها وفهم ممارساتها خلال الاستعمار.
والحقيقة أن مثل هذه الندوات العلمية، تُقدّم إمكانات مذهلة لعددٍ من الطلبة والباحثين وتساعدهم على التفكير في مواضيع جديدة تُسعفهم على البحث في مجالات العلوم الإنسانية ونظيرتها الاجتماعية. كما تدعوهم إلى الانخراط القويّ في قضايا جديد ذات علاقة بتاريخهم. بيد أن الاهتمام بموضوعات من هذا القبيل يفرض على الباحث أن تكون له ثقافة واسعة في مجالات أخرى بعيدة عن تخصصه. وذلك من أجل تقديم رؤية دقيقة ومن زاوية نظرٍ مختلفة تراعي السياقات التاريخية والنظريات المختلفة المتمركز بين الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع.