يأتي هذا الاختيار بسبب المكانة الرمزية التي تحتلّها نجاة الوافي في قلوب المشاهدين المغاربة. فقد نسجت معهم على مدار سنوات أواصر صداقة قوامها الإبداع والابتكار. ذلك أنّ أعمالها الفنية تلاقي نجاحاً كبيراً، خاصّة الأعمال التلفزيونية التي دأب كوكبة من المخرجين على اختيارها لتكون من الوجوه الفنية المشاركة في الفيلم. ونظراً للحمولة الشعبية التي تطبع الوسيط التلفزيوني مقارنة بالفيلم السينمائي، فإنّ ذلك ساهم بشكلٍ ضمني في تأجيج تجربتها الفنية وجعلها معروفة وذائعة الصيت داخل المجال الفني في المغرب. ورغم الإمكانات المذهلة التي تحبل بها الوافي على مستوى الأداء وقدرتها على أداء أدوار مختلفة من المجتمع، فإنّها ظلّت تعيش تعدداً فنياً متبايناً بين السينما والتلفزيون. وهذا الأمر، في حدّ ذاته يُساهم بشكل ضمني في تأصيل تجربة الممثل وجعلها منفتحة على مختلف تحولات مفهوم الأداء في الزمن المعاصر.
ما يُميّز تجربة الوافي داخل المجال الفني، أنّها لا تجعل من حياتها الشخصية مسرحاً للناس. بقدر ما تعمل على إقامة سياج بين سيرة حياتها وتجربتها الفنية، مقارنة مع العديد من الوجوه الفنية التي تحرص بشكل كبير على خلق الإثارة والجدل باستغلال حياتهم العافية وإقحامها داخل أعمالهم الفنية. في حين أنّ التجارب الأصيلة تبقى كذلك وتسعى جاهدة على تطوير نفسها من الداخل واكتساب تجارب فنية جديدة بها تُضيء سيرتها والمجال الفني الذي تنتمي إليه.