وحسب بلاغ لجمعية الصداقة الأندلسية المغربية - منتدى ابن رشد، المعلن عن منح جائزة إبن رشد للوئام، فإن لجنة التحكيم، التي اجتمعت يوم 10 فبراير 2025، فقد وقع الاختيار على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية نظرًا لدورها البارز في تعزيز الحوار المغربي-الإسباني، لا سيما عبر استمرارها في بث نشرات الأخبار باللغة الإسبانية منذ عام 1990، إلى جانب مساهمتها في ترسيخ التعددية اللغوية والثقافية في المغرب.
وتهدف جائزة ابن رشد للوئام إلى تكريم الجهود المبذولة في مجال تعزيز التفاهم والتقارب والعيش المشترك، ودعم الحوار والدفاع عن قيم الحرية وحقوق الإنسان والسلام والعدالة وحماية البيئة، واحترام الأقليات، والدفاع عن حقوق المرأة، وترسيخ قيم التسامح والإدماج، لا سيما في نطاق العلاقات المغربية الاسبانية، سواء من قبل أفراد أو مؤسسات خاصة أو عامة في البلدين.
وقد استحسنت لجنة تحكيم « جائزة ابن رشد للوئام " الدور المرموق الذي تلعبه القنوات التلفزية والإذاعية العامة المغربية في تعزيز العلاقات الإسبانية المغربية، مشيدة بجهود المؤسسة المستمرة في الحفاظ على نشرات الأخبار باللغة الإسبانية منذ بثها الأول عام 1990 وحتى اليوم.
كما أكدت اللجنة على أهمية وجود محطة إذاعية وطنية تبث باللغة الإسبانية، مما يعكس التوجه الاستراتيجي لهذه المؤسسة الإعلامية في تعزيز الحضور الإسباني في المغرب، وذلك بناءً على توجهات عليا للدولة المغربية تهدف إلى الانفتاح على العالم الناطق بالإسبانية، والاعتراف بالدور الذي لعبته إسبانيا واللغة الإسبانية في التاريخ المشترك بين البلدين.
أما فيما يتعلق بالمترجمة مليكة أمبارك لوبيث، فقد وُلدت في مدريد لأب مغربي وأم إسبانية، ودرست علوم اللغة الإسبانية وآدابها في جامعة محمد الخامس بالرباط. وهي تمثل نموذجًا فريدًا للاندماج الثقافي، والتبادل المثمر بين الشمال والجنوب، وحوار الحضارات، ونقل أبرز الأعمال الأدبية المغربية والفرنسية إلى لغة ثربانتس، وفقًا لما أشارت إليه وزارة الثقافة الإسبانية عند منحها جائزة الترجمة الوطنية عام 2017.
وقد ترجمت مليكة امبارك إلى الإسبانية أعمال كبار الأدباء المغاربة مثل الطاهر بن جلون، محمد شكري، ليلى سليماني، إدمون عمران المالح، عبد الله العروي، ورشيد نيني، وغيرهم.
إضافة إلى ذلك، حصلت عام 2015 على جائزة جيراردو دي كريمونا لتعزيز الترجمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تقاسمتها مع المترجم صالح علماني، ومدرسة المترجمين والمترجمين الفوريين في بيروت، ثم مؤسسة « نيكست بيج » البلغارية. وفي عام 2017، مُنحت جائزة الترجمة الوطنية عن مجمل أعمالها من قبل وزارة التربية والثقافة الإسبانية.
وفي تصريح لهما، أعرب كل من فيصل العرايشي والمترجمة مليكة أمبارك لوبيز عن سعادتهما بهذا التكريم، مؤكدين حضورهما الحفل الرسمي لاستلام الجائزة.
يُذكر أن «جائزة ابن رشد للوئام»، التي أُطلقت العام الماضي، تُمنح سنويًا لأفراد ومؤسسات تسهم في تعزيز قيم التسامح، والتعددية، والحوار الثقافي بين المغرب وإسبانيا. وقد كانت أولى جوائزها من نصيب شبكة معاهد ثربانتيس في المغرب والمفكر المغربي عبد القادر الشاوي، حيث أُقيم الحفل في قصر الحمراء بغرناطة.



