يأتي اختيار هذا الفيلم لمكناته السينمائية وقيمته التاريخية لكونه يستعرضاً مرحلة هامّة من تاريخ المغرب. يتعلّق الأمر بقبيل الاستقلال بسنة، حيث يروي لنا العراقي بعضاً من سيرته الطفولية. غير أنّ الطفولة هنا تحضر باعتبارها مجموعة من الصور التي يُعاد الاشتغال عليها من ناحية التخييل ووضعها وفق سياقات تاريخية معينة بطريقة يتماهى فيها التاريخ الشخص للمؤلف مع التاريخ العام. ويشارك في الفيلم مجموعة من الممثلين مثل أيمن الدريوي، الشعيبية العذراوي، أميمة بريد، طارق البخاري، محمد نعيمان، مونية لمكيمل، نبيل عطيف، ومجيدة بنكيران وغيرهم من الوجوه الفنية المعروفة داخل الوسط السينمائي. فالفيلم له أبعاد تاريخية مهمّة بما يجعل الصورة تتماهى مع ذكريات ووقائع وأحداث في عمقها ذات صلة بالمجتمع المغربي وتاريخه.
تلعب مثل هذه العروض السينمائية دوراً كبيراً في تحقيق المتعة بالنسبة للناس وتدفعهم إلى تغيير نظرتهم الذاتية حول الفعل الثقافي في فصل الصيف. ذلك إنّ الناس عادة ما تنظر تحضر إلى عروض الأفلام داخل لقاءات مخصصة لهذا الغرض، لكنْ هذه المرة يصبح البحر مناسبة حقيقية لمشاهدة أفلام وتحقيق تواصل فعّال معها، بحكم ما يجدون فيها من تمثيل دقيق للواقع الذي ينتمون إليه. إنّ السينما في الصيف تعطي للمتفرّج قيمة كبيرة، فهي تنقله إلى عوالم يُمتزج فيها الترفيه بالمعرفة ويساهمان معاً في تكوين شخصية المتفرّج، بحكم أنّ السينما يجتمع فيها الترفيه بالمعرفة.