يرصد الكتاب مجموعة من الأفكار حول رولان بارت ومقامه بالمغرب ومدى تأثير أفكاره ومواقفه ونظرياته ومفاهيمه على الثقافة المغربية. ويعتبر الكتاب فريداً من نوعه لأنه يضعنا أمام صورة بارت ومكانته داخل الثقافة الغربية في تلك الفترة، باعتباره ناقداً ومفكّراً ساهم بشكل كبير في اكتشاف مناطق يباب ظلّت منسيّة داخل حقل الأدب. لهذا فكتابات من قبيل « لذة النص » و »الدرجة الصفر للكتابة » رغم صغر حجمها، فإنّها كانت كافية لتسليط الضوء على ميكانيزمات الكتابة الأدبيّة واجتراح نمطٍ نقدي يقترب من الفكر بدل أنْ يبقى متقوقعاً على النقد بمفهومه التقليدي. لكنّ الكتاب لا يقف عند ماهية الكتابة عند رولان بارت، وإنّما يستعرض مدى حضور بارت في تلك السنة الموشومة في تاريخ الجامعة المغربية. واعتبر عدد من النقاد والباحثين أن الكتاب يُعدّ فريداً من نوعه، لأنه يطرق الموضوعات من وجهة نظر ذاتية لا تبحث عن الأفكار والنظريات، بل تُحاول أنْ تُقيم مساحة تفكير وتأمّل من خلال جسد بارت نفسه.
تأتي قيمة الكتاب في كونه يفتح شهية القارئ لمعرفة الفترة التي قضاها بارت في المغرب والتأثير الذي مارسه على جيل بأكمله. ولنا في تجربة عبد الكبير الخطيبي مثال على ذلك، إذْ نتذكّر ونحن نقرأ المقدّمة التي وضعها رولان بارت لكتاب «الاسم العربي الجريح» مُعترفاً بقيمة كتابات الخطيبي وما يتعلّم منه على مستوى الصور والإشارات والعلامات. إنّ الكتاب يغوص في أفق ذاتي يبني من خلاله المعطي قبال أفقاً فكرياً تبقى السيرة معطاه الفيزيقي المباشر.