يتنزّل بلقزيز مكانة مميزة داخل الفكر العربي المعاصر. ذلك إن كتاباته تتميّز بإبدالات هامّة على مُستوى النسق الفكري الذي يُحاول عبره صاحب «عرس الدم في الجزائر» أنْ يسلك طريقاً آخر غير مُعبّدة. وبالتالي، فإنّ مشروعه الفكري حول الاستشراق والفكر العربي ومضانه، يُعدّ في طليعة المشاريع الفكرية التي لم تحظى بعد باهتمام كبير من طرف الباحثين، كما هو الحال لمشاريع أخرى. إذْ رغم المداد الكثير الذي أسيل عنه هذه العلاقة داخل الثقافة العربية ونظيرتها الغربية، فإنّها ماتزال تحظى بأهمية داخل التأليف المعاصرة. ذلك إنّ الإيديولوجيا تُعتبر شرطاً أساسياً على مُستوى الإنتاج الثقافي، إذْ رغم ادعاء المثقف عن انحيازه إلى منطقة الحياد في تعامله من المفاهيم والإشكالات والقضايا والسياقات، تظلّ الإيديولوجيا تتحكّم في فعل الاختيار أو المقاربة التي يحاول عبرها الباحث التفكير.
إلى جانب كتاباته الفكريّة، كتب صاحب «رائحة المكان» مجموعة من النصوص الأدبية المفتوحة العابرة للأجناس الأدبية مثل «ليليات» و«على صهوة الكلام» و«الحركة» و«سراديب النهايات». وهي نصوص أدبية حظيت بشعبية كبيرة في وجدان القارئ، لأنّها تُضمر تفكيراً مختلفاً في التعامل مع العمل الأدبي، لا باعتبارها يدخل ضمن النصوص الترفيهية التي تُقرأ قبل النوم، وإنّما بوصفه نصّاً فكرياً قادراً على تفكيك مفاهيم وقضايا وإشكالات من المدخل التخييلي.