يعد الفنان والروائي ماحي بينبين أحد الوجوه الأدبيّة التي تكتب بالفرنسية وواحداً من الأسماء التي تخلق الجدل بأعمالها داخل المغرب، بحكم الإمكانات التخييلية التي يتوفّر عليها صاحب « نجوم سيدي مومن » في اختراق الواقع المغربي وإبراز ما يحبل به من أهوال ومآزق وتصدّعات. ويعمل ماحي في عددٍ من رواياته على التعامل مع الواقع بطريقة تحليلية تدفع الكاتب إلى التفكير في بعضٍ من القضايا والإشكالات التي تطال الواقع والتي يعمل عبرها بينبين على بناء شخصيات متخيّلة يقارب بها الواقع بنظرةٍ أدبيّة، لكنّها لا تكاد تخلو من واقعيّة. فأعماله الأدبيّة تنطلق من خصوصية محلية، لكنها سرعان ما تجد نفسها تتواشج مع قضايا أخرى تبقى في عمومها ذات صلة بالجرح البشري.
ورغم انهماك ماحي بكتابة الرواية وعوالمها التخييلية، فإنّ يعمل دائماً على تنظيم عددٍ من المعارض التشكيلية، باعتباره واحداً من الفنانين التشكيليين الذين راكموا تجارب فنّية تميّزت بإبدالات هامّة على مستوى الشكل. إذْ يعمل عبر لوحاته على نسج علاقة خاصّة مع الجسد في كامل فتنته وجمالياته وآلامه. إنّه يحرص عبر هذا الجسد المتخيّل أنْ يروي سيرة الألم الإنساني عبر كتلٍ لونية متعددة ومختلفة من لوحةٍ إلى أخرى.