يقترح ناشيد مفهوماً مغايراً للفلسفة على أساس أنها دواء، ففي وقتٍ كانت فيه الفلسفة تقوم على نحت المفاهيم وتشريح الواقع وإيجاد بعض المخرجات، فإنّها تصبح عند ناشيد عبارة عن دواء يساعد الإنسان على الشفاء والنّظر إلى الواقع بعين مغايرة. إنّ الفلسفة ليست بذخاً فكرياً وبالتالي ليست الجامعة وحدها الفضاء الوحيد لاحتضان الجامعة، بقدر ما نعثر عليها داخل كلّ الفضاءات العمومية، لأنّها بمثابة القوة الخفيّة التي تُساعد المرء على التفكير في طبيعة الحياة اليوميّة. فالتفكير الفلسفي ينبني على مبادئ تقوم بتفكيك الماهيات وتحويلها إلى موضوعات قابلة للتحليل والنقاش. ذلك إنّ البحث اعتمد على مجموعة من الفلاسفة الذين عرفوا باهتمامهم بالحياة، باعتبارها تستحق بعضاً من التفلسف في فهم طبيعة الحياة.
وسيعمل هذا اللقاء الذي يُنظّمه نخبة من المثقفين العرب، على التفكير رفقة المغربي سعيد ناشيد فيما تعنيه الفلسفة اليوم وأهميتها وقوّتها في تحليل الواقع وإيجاد بعض من الأجوبة المُمكنة، رغم أنّ الفلسفة لا تعنى بالأجوبة بقدر ما تُطارد الأسئلة وتبحث في الواقع عن ما يُمكن أنْ يصبح حقيقة. يخصص ناشيد كتابه للذات الإنسانية، مستعرضاً مجموعة من المفاهيم ذات الصلة بأسلوب الحياة والوظيفة العلاجية والتفكير بالجسد والمرض والرضا وغيرها من المفاهيم التي يرى الباحث أنّ الفلسفة قادرة على التفكير فيها وفق زاوية مختلفة.