إلى جانب الطابع الترفيهي الذي تتميّز به مثل هذه اللحظات الفنية، فإنّ قيمة هذه السهرة الفنية أنّ الجمهور، يجد نفسه أمام لون غنائي شعبي أكثر انغماساً في التربة المغربية، سيما خلال وقتٍ أصبحت فيه الألوان التراثية تتراجع إلى الوراء، مفسحة المجال إلى أشكال غنائية ترفيهية. بيد أنّ العيطة كفنّ شعبي تراثي تعطي للمتلقي إمكانية التعرّف على تاريخه وتراثه وفهم التحولات التي عرفتها العيطة، سيما في وقتٍ أصبحت تُمتزج فيه مع آلات موسيقية حديثة تمنحها استمراراً في الزمن وحياة جديدة داخل أجساد الناس.
ويعتبر حجيب أحد أبرز الأسماء الفنية التي تمثل غناء العيطة بحكم حرصه الدائم على الاجتهاد في إيصال هذا اللون الغنائي للناس والدفاع عنه كتراث مغربي يستحق أنْ يُعاش ويقدّم للأجيال الجديدة للاحتفاء به وجعله يدخل ضمن حيّز التداول الفني داخل المجتمع. لذلك، يحرص الفنان في كل حفل غنائي له على تكريس هذا اللون التراثي وجعله أداة في خدمة التاريخ والتعامل معه كدعامة قوية قادرة على تجذير علاقة المغاربة بتراثهم الغنائي.
