تأتي قيم هذا الكتاب في كونه يفتح المجال أمام الباحثين الجدد من أجل تصويب كتاباته صوب الاهتمام بنماذج فكرية مغربية لها مكانتها وألقها مثل عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري وعبد الكبير الخطيبي وطه عبد الرحمان وغيرهم من الأسماء الفكرية التي لها مكانتها وقيمتها المعرفية في تأصيل المشهد الثقافي. إذْ لا نعثر داخل الثقافة المغربية على أبحاث فكرية خاصة بمشاريع فلسفية معيّنة، إذْ كل ما بات يشغل الباحثين الشباب، هو الفلسفة الغربية على اختلاف ألوانها ومشاربها، في غياب تام للأبحاث الفكرية التي تجعل من الفكر المغربي منطلقاً للتفكير والتأمّل.
يقول الباحث « نهج محمد عزيز الحبابي في صياغة فلسفته طريقاً مختلفاً عن باقي معاصريه، حيث ابتعد عن تقليد المشاريع الفكرية التي برزت في الغرب، وحتى في المغرب والمشرق، وأبدع فلسفة إنسانية ومشروعا نهضويا خاصين به؛ فلسفة أصيلة وواقعية، مشدودة إلى التربة الإسلامية الغنية بالمعاني والقيم الإنسانية، ومنفتحة على منتجات الغرب، معبراً بذلك عن فكر نقدي - تواصلي يدمج بين الثقافتين العربية الإسلامية والغربية ».
إن هذا الكتاب « يستمد أهميته من حيث كونه يستهدف أولا: العناية بفلسفة فيلسوف مغربي، يعد من أهم أعمدة الفكر العربي المعاصر، قدم مشروعاً فلسفياً متميزاً، مثل استئنافاً للقول الفلسفي في المغرب العربي والمشرق، وثانياً : تبيان موقف محمد عزيز الحبابي النقدي من الحداثة وخطاب حقوق الإنسان، وثالثاً : الكشف عن رؤية محمد عزيز الحبابي الفلسفية الحقوقية - الإنسانية - المتفردة بمرجعيتها، وببعدها الشمولي ».




