وتأتي هذه الجلسة وعياً من أعضاء الجمعية بمكانة صاحب «زمن الرفاق» داخل النسيج السينمائي المغربي وقدرته على خلق سينما رفيعة تتميّز بالتجريب. إذْ يحرص الطريبق في كلّ عمل فني جديد له على الغوص عميقاً في الواقع المغربي بكل ما يعرفه من تحولات سياسية ودينية وثقافية. فسينماه مفتوحة على نمطٍ معيّن من التفكير الذي يقود سينماه إلى الانخراط في قضايا ذات صلة بالمجتمع. فكلّ أعمال الطريبق لها صلة بتاريخه وذاكرته، ما يعطيها شرعية فكرية تغدو فيها الصورة السينمائية أداة بصرية للكشف والنقد. ويرصد صاحب « أفراح صغيرة » وبوعيّ نقدي خلاّق تحولات المجتمع وعاداته وتقاليده بطريقة سلسلة ومُذهلة يترك فيها الكاميرا تتسلّل خلسة إلى يوميات الناس لتُوثّق قصصهم وحكاياتهم.
تلعب مثل هذه الجلسات المفتوحة مع المخرجين دوراً بارزاً في الكشف البعد الحميمي الذي يطبع علاقتهم بالكتابة والإخراج. بل يحرص النقاد أحياناً أنْ تكون الأسئلة أكثر وعياً بتحولات التجربة السينمائية من أجل وضع المخرج في الإطار المفاهيمي لسينماه. فالتأطير النقدي يلعب دوراً بارزاً في تحقيق حوار فعّال ومتكامل ينبني على مفاهيم ونظريات تدفع المخرج إلى التفكير في سينماه من مدخل نظري. ولا يخفى على أحد الإمكانات الثقافيّة التي يحبل بها الطريبق على مستوى النقاش والتفاعل. وذلك لكونه من المخرجين السينمائيين الذين يدخلون دائماً في نقاش حقيقي مع النقاد والمهتمين بالسينما المغربية.