يقدم اللقاء الباحث وأستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء عبد العالي معزوز، بينما يُسيّر اللقاء ويُنشّطه نور الدين أقشاني. ويأتي الاهتمام بسعد الشرايبي انطلاقاً ممّا راكمه من تجارب سينمائية ذات صلة بتحولات المجتمع المغربي. إذْ يعمل صاحب « صمت الكمنجات » على تفكيك الواقع انطلاقاً من رؤية سينمائية تُعرّي الكثير من مصائب وأهوال المجتمع. وعل مدار سنوات لعبت سينما سعد الشرايبي دوراً كبيراً، إذْ تطرح على الساحة النقدية أسئلة عميقة ذات صلة بالتاريخ والذاكرة والوجود. إنها سينما تنحت لها مساراً آخر بعيداً عن الترفيه والاستهلاك، لكونها سينما تعنى بالقيم الإنسانية وبقضايا الالتزام، خاصّة في مرحلة سياسية صعبة اتسمت بتضارب الآراء والمعتقدات بين الطوائف الإيديولوجية، سياسياً ودينياً.
أما عن اهتمام الشرايبي بكتابة الرواية فينبع بدرجةٍ أولى من شغفه بفعل الكتابة. فتجربته غنيّة وتجعله يعيش تعدداً فنياً في ذاته بين الإخراج والكتابة ويجعلهما شيئاً واحداً ينساب من جسده وذاكرته. إنّ الشرايبيحين يكتب الرواية فهو يعمل عليها وفق نمطٍ سينمائي يجعل القارئ يتمثّل النصّ كصورة سينمائية وليس خطاباً مكتوباً. وإلى حد كبير تُعتبر الكتابة امتداداً عميقاً للعميلة السينمائية مادام أنّ الأمر يتعلّق بعملية إبداعية.
