وفي لقاء الأكاديمي الذي يحمل عنوان « الرواية والنقد » سيُقدّم مجموعة من الباحثين والنقاد مداخلاتهم الأكاديمية من أجل التفكير في عوالم ركاطة الأدبية والنقدية. على أساس أنّها تجربة ثقافيّة مفتوحة على تحوّلات النصّ الأدبي. ويحرص ركاطة في مجمل أعماله النقدية النوعية على طرق موضوعات قلّما نعثر عليها داخل يوميات النقد المغربي، فاهتمامه بالقصّة، كتابة وتخييلاً ونقداً، جعله من الباحثين المميزين ممّن يقدّمون درساً نقدياً مختلفاً ومغايراً عن طبيعة النقد الممارس. ويأخذ فعل النقد عند ركاطة وظيفة تلقائية فهو لا يحاول أنْ يستعرض عضلاته النقدية ويعمل على إسقاط نظريات ومفاهيم من الأدب الغربي، بل يتعامل معه على أساس أنه أديب أوّلاً. وبالتالي، فإنّ الكتابة تكون عاشقة ومطبوعة بجسد الكاتب وليس بنظرياته.
تأتي أهمية هذا اللقاء في زخم التجربة عند حميد ركاطة، فهو إلى جانب النقد يكتب القصّة والرواية. لذلك يُعدّ صاحب « حياة واحدة لا تكفي » من الأسماء الأدبيّة النيّرة التي تُفكّك الهامش وتُحوّله قصصه وحكاياته وذاكرته إلى خطاب أدبي يحاور قضايا المركز. بيد أنّ اهتمام ركاطة بالنقد ليس مجرّد نزة أدبية أو بذخ جمالي، بقدر ما يعتبر العلمية تدخل ضمن اهتمامات المبدع الحقيقي الذي يجد نفسه في مواجهة النظريات والمفاهيم.