حسب أرضية الندوة فإنّ « الموسيقى فن وعلم وتراث ولغة في حد ذاتها، علاوة على ارتباطها الوثيق بالحياة اليومية في كل المجتمعات. ولقد وجدت مكاناً لها في المجالين الفكري والروحاني منذ فجر الحضارة من خلال جانبها الرياضي المجرّد وجانبها الجمالي والتعبيري القوي، ولكنْ أيضاً من خلال تفاعلها مع الحقيقة الاجتماعية بكل تعقيداتها. لنتذكّر أنّ الموسيقى هي واحدة من العلوم الأربع التي كان من الضروري أن يلم بها الفيلسوف اليوناني وأن الفلسفة العربية عززت فيها بعد هذا التقليد كما أنّ علاقة هذا الفن بالأديان وعالم الروحانيات كانت معقدة للغاية بسبب قوة تأثير الموسيقى على النفس. وفيها بعد حافظت العلوم الإنسانية على نفس القدر من الاهتمام بالموسيقى، كونها تفسح المجال لمقاربات علمية مختلفة منها التاريخية والاجتماعية والإثنولوجية والأنثروبولوجية واللغوية والنفسية ».
ويهدف هذا اليم الدراسي إلى جمع « باحثين من مختلف المجالات من أجل تسليط الضوء على ثراء هذه الروافد السالفة الذكر، مع الحفاظ على على التوازن بين البعد الكوني للدراسة والخصوصية المغربية والجهوية. وبالتالي، فإنّ هذا اللقاء يتيح الفرصة لإلقاء نظرة معمّقة على مجموعة من القضايا مثل العلاقة بين تاريخ الموسيقى والتاريخ العام أو بين التعليم الموسيقي وعلم النفس، كما سيتم توضيح العلاقات المعقدة التي حافظت عليها الفلسفة مع النظرية الموسيقية وعلم الجمال في مراحل مختلفة من تاريخ ضفتي البحر الأبيض المتوسط، دون أنْ ننسى الوضع الخاص للتصوف. إلى ذلك فسيتم تناول الموسيقى الشعبية المغربية من زاوية أنثروبولوجية وإثنولوجية. في حين سيقارب موضوع الموسيقى في وسائل الإعلام من منظور اجتماعي وتاريخي ».
جدير بالذكر أنّ اللجنة العلمية يشارك فيها كل من عبد العزيز ابن عبد الجليل وجان بازلر ومحمد الأسعد لقريعة وأحمد عيدون ونبيل ابن عبد الجليل.