وبمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، يُسلّط Le360 الضوء على تجارة «الدراريع»، من خلال التجول في أشهر سوق للملابس التقليدية المتواجدة بشارع «اسكيكيمة» بمدينة العيون.
وفي هذا الصدد، قال البشير تاقي، مدير الإنتاج بتعاونية الجيل الجديد المتخصصة في صناعة وإنتاج وخياطة الدراريع وبيعها، (قال) في تصريح لـLe360، إن أهل الصحراء لا يستطيعون الاستغناء عن ارتداء هذا الزي التقليدي بالرغم من التمدن وانعكاساته على نمط حياتهم، مضيفا أنها قد تباع لوحدها للزبون أو مع أكسسواراتها، وأن ثمنها يتراوح بين 800 إلى 5000 درهم بحسب جودة الثوب، بالدرجة الأولى، بغض النظر عن الطرز والخياطة التي تتميز بها الدراعة.
وتحدث البشير تاقي عن أصناف الأثواب، التي تصنع الفارق بين أسعار «الدراريع»، قائلا إن أجودها هو «أزبي» و«غازنير»، ثم تأتي بعدها أثواب «كونتر أزبي» و«مفتاح الخير» و«البَدّاع» و«روايال» وغيرها.
وشدد المتحدث ذاته أن لونيْ «الدراعة» في المجتمع الحساني منحصران في الأبيض والأزرق (الأخضر بالحسانية)، فقط، مشيرا إلى أن الألوان الأخرى، كالأحمر والبنفسجي، ليست لـ«دراريع» المجتمع الحساني، بل هي لدول أخرى كليبيا والسنغال.
وخلال جولتنا بشارع «اسكيكيمة»، كملتقى لعشاق الملابس التقليدية الحسانية عموما، سواء الخاص منها بالنساء أو الرجال، اِلتقينا ببعض الزبناء الذين يتهيأون لارتداء «الدراعة» يوم ذكرى المولد النبوي الشريف، والذين صرح بعضهم أن طبيعة العمل التي يزاولونها فرضت عليهم استعمال الملابس العصرية، مع التشبث بلبس الدراعة واقناء الكثير من أنواعها وألوانها للبسها خلال «الويكاند» أو «الكونجي» أو في المناسبات التي لا يمكن حضورها بدون ملابس تقليدية .
يشار إلى أن الحاجة إلى استعمال الدراعة بالنسبة للمجتمع الحساني دفعت مجموعة من شباب المنطقة إلى تقديم مشاريع قامت الدولة بتمويلها حفاظا على الهوية الحسانية المغربية، على شكل تعاونية تسمى بـ«دار الدراعة»، على مساحة 180 متر مربع بمجمع الصناعة التقليدية بالعيون، بمبلغ مالي يقدر بـ400 ألف درهم، مشغلة بذلك ما يقارب الـ50 عاملا لتنتج ما يقارب الـ1600 دراعة في الشهر، مُغطّية الكثير من حاجيات السوق والطلبات المتزايدة للزبناء بالمدينة وخارجها على المستوى الوطني.