ويأتي هذا الاحتفاء بسيرة نور الدين الصايل، انطلاقاً من مكانته داخل السينما المغربية، باعتباره مؤسّساً لمهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة. هذا المهرجان الذي كان دائماً يُدعّم عملية الانفتاح على إفريقيا ويرسم للبلد سيرة أخرى في وجدان العديد من ساكنة إفريقيا. فهذا الاختيار للصايل يترك انطباعاً قوياً حول سيرة هذا الرجل وما قدّمه للسينما المغربية، سواء كمسؤول عن البرامج بالتلفزة الوطنية أو كناقد سينمائي يُقارع المفاهيم ويُناقش الأفلام ويُشجّع الأعمال السينمائية للبحث عن جماليات جديدة داخل الإنتاج الوطني.
وقد كان الصايل من الأسماء التي أسّست الأندية السينمائية وكرّست يومياتها داخل الجسد السينمائي المغربي. وإلى حدود اليوم، ماتزال الفكرة قائمة داخل بعض المدن، رغم أنّها تراجعت من المشهد الفني ابتداءً من نهاية ثمانينات القرن الماضي. فقد حرص الصايل على الدفع بالسينما المغربية إلى الأمام وجعلها سينما مفتوحة على مختلفة تحوّلات المجتمع.
جدير بالذكر أنّ « مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية » يعتبر أحد أهم مشروعات مؤسسة شباب الفنانين المستقلين. وقد كانت فكرة المهرجان للكاتب والسيناريست سيد فؤاد والمخرجة عزة الحسيني نتيجة الغياب التام للفيلم الإفريقي في مصر. هذا بالإضافة إلى افتقار محافظة الأقصر إلى أي أنشطة ثقافية وفنية على مدار العام، فكان لابد من كسر مركزية الفنون ونقلها من القاهرة والإسكندرية إلى مدينة الأقصر الساحرة.