وقد شاركت سفارة المملكة المغربية بجمهورية بلغاريا بالفيلم الذي أخرجه التازي حول الكاتبة والسوسيولوجية فاطمة المرنيسي باعتبارها من الوجوه الفكرية الأصيلة التي طبعت المغرب السوسيولوجية والتي كوّنت أجيالاً من المبعدين والباحثين في المجال المذكور. وحاول التازي في هذا الفيلم رصد السيرة الذاتية للمرنيسي من منطلق وجهة نظرٍ بصرية تخييلية قادرة على لملمة صور فاطمة المرنيسي وفق قالب تخييلي يعطيها الحقّ في الكلام والحلم. وقد اعتُبر هذا الفوز مهماً خاصّة بفيلمٍ حول المرنيسي والذي يُمكن اعتباره مدخلاً حقيقياً لتكريس نوعٍ من الدبلوماسية الثقافية التي تُصبح فيها السينما مدخلاً لتجذير العلاقات الدولية وبناء أفق دبلوماسي يغدو فيه الفنّ قاطرة قوية لتكريس العلاقات الدبلوماسية وتحقيق نوع من المثاقفة التلقائية بين المغرب وبلغاريا وغيرها.
يتجاوز الفيلم كونه مجرّد فيلم، بل يغدو وثيقة بصرية هامّة عن الراحل فاطمة المرنيسي، بحيث يستعرض بقوّة سيرة هذه الكاتبة بكلّ ما حقّقته من نجاحات في أمورٍ ذات صلة بالمرأة ورد الاعتبار لها ومكانتها داخل مناطق مهمّشة ومنسية داخل المغرب. كما يردّ الفيلم الاعتبار لسيرة الراحلة ويُقدّم إشارات ضوئية مهمة بضرورة الاهتمام بالمشروع السوسيولوجي لفاطمة المرنيسي ونقده وتفكيكه وإبراز ملامحه وجمالياته وقوّته في تفكيك العديد من القضايا اللامفكّر فيها داخل الثقافة المغربية الحديثة منها والمعاصرة.