يُقدّم صاحب «فلسفة السينما» محاضرة يسعى من خلالها إلى الكشف عن وضعية الفلسفة المعاصرة وأهمّ رهاناتها الفكريّة في المغرب. ومن المعلوم أنّ عبد العالي معزوز قدّم العديد من المؤلّفات الفكريّة ذات الصلة بالصورة والسينما ومدرسة فرنكفورت والفن، بل إنّ هذه الدراسات تحظى باهتمام بالغ من لدن الباحثين، بحكم قيمتها ومركزيتها داخل الفلسفة المعاصرة. ففي المغرب لا نعثر بشكل كبير على مثل هذه الموضوعات التي تُفكّر في الفن من الناحية الفلسفية، في وقتٍ يُلخّص فيه الباحثون الفلسفة ضمن إطار ضيّق يُسمّى بـ « الفكر العربي ». في حين أنّ الفلسفة المعاصرة تظلّ أكثر تركيباً ولها القدرة على التفكير في حيثيات الواقع اليومي. من هنا تبرز قيمة الفلسفة المعاصرة في قُدرتها على الاهتمام باليومي والتعامل معه باعتباره مادة قابلة للتفكير والتأمّل كما هو الحال للعديد من النماذج الفكرية داخل الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة.
وستسعى الأسماء المذكورة إلى مناقشة الدكتور عبد العالي معزوز في قضايا سبق له الاهتمام بها وذات علاقة بالفلسفة المعاصرة. وسيحرص الباحث في هذا اللقاء إلى تقديم أهم خلاصات تأمّلاته في هذا المجال وما الذي يُمكن أنْ نتعلمه من التفكير الفلسفي وكيف يُمكن أنْ تغدو الفلسفة مقاومة للواقع وأداة للتفكير في زوايا تجاه الواقع. خاصّة وأنّ زمن الرداءة الذي نعيشه يفرض هذا النوع من التفكير الفلسفي، لأنّه يُتيح لنا إمكانات مذهلة للتفكير في هذا الواقع وفهم منطلقاته وسلوكات الناس ومصير الكائن داخل واقعه في مجالات ذات صلة بالإبداع والواقع والسياسة والمجتمع وغيرها.