ويأتي عرض الفيلم ضمن البرنامج الرمضاني الذي وضعته السينما، وذلك من أجل تقريب المُشاهد إلى عوالم السينما خلال هذا الشهر. كما يأتي « مروكية حارة » إيماناً من المؤسسة بقيمة المشاهدة السينمائية، باعتبارها مشاهدة تصلح في كافة الأوقات. فقد دأبت العادة أن تتجمد الأنشطة الثقافية والفنية خلال فترة رمضان ثم الصيف. في حين ارتأت سينما النهضة وضع برنامج سنوي من أجل تدبير عملية المشاهدة السينمائية طيلة السنة. خاصّة وأن السينما تتجاوز عملية العرض، صوب عملية التفكير والتأمل وفتح حوارات مع مخرجين بعد عرض أعمالهم. وهي طريقة فعالة من أجل تقريب المشاهد من عوالم السينما ومتخيلها.
ويحرص صاحب « ضربة في الرأس » على تقديم السينما المغربية في مظهر جديد يتماشى مع التحولات التي بات يعرفها هذا الفن في العالم ككل. وفي تصريح خاصّ لـle360 يقول العسري بأنّ فيلمه « مروكية حارّة » هو « تجربة سينمائية جديدة، وهو عبارة عن ملتقى الطرق، لأنّه كتابة سينمائية قريبة من الديجيتال. وهو في الأصل تطوير لشخصية قُمت بابتداعها عام 2017 في « بيصارة أفور دوز » وحاولت من خلالها كتابة قصّة عن هذه الشخصية ضمن عالم من الكوميديا السوداء بالدارالبيضاء. وأحداث الشخصية تدور في يومٍ واحد، إذْ نرى في هذا اليوم الوجه الآخر للشخصية في الإنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يبدو الكلّ وكأنّه البطل ».
من ثمّ، يرى صاحب « هم لكلاب »، « حاولت أنْ أبيّن وجهة نظرٍ أخرى، وهي كيف أنّ شخصية البطلة حين تتكلّم تبدو صعبة مع الناس، وكيف أنّ الزمن في نفس الوقت يقهرها. أما على مستوى الكتابة، فقد عملت على الاشتغال بطريقةٍ مختلفة في أعمالي السينمائية الأخرى، بحيث ركزت في حكاية على امرأة وهذه أوّل مرة، ويؤدي أدواره كل من فدوى الطالب وكرم عمراني وأيوب أبو الناصر وغيرهم ».