لقي الكرنفال استقبالا جماهيريا كبيراً من لدن ساكنة مراكش، التي وجدت فيه متنفساً ترفيهياً يساهم بطريقته الخاصة في تنمية المدينة ولفت الانتباه إليها خاصة خلال فصل الصيف. لذلك فإنّ قيمة المهرجان تأتي من كونه يُقدّم لساكنة فضاءً غنائياً مذهلاً للاستمتاع والاستجمام، بما يجعله مهرجاناً عاماً وليس حكراً على شريحة واحدة من المجتمع. واعتبر مدير المهرجان محمد الكنيدري بأنّ هذه الدورة تعتبر من الدورات المميزة في تاريخ هذا المهرجان، بحيث أنّ عدد الفرق المشاركة خلال هذه السنة يتجاوز 600 فرقة غنائية من جميع أنحاء المملكة. وبالتالي، فإنّ استقبال هذا العدد الكبير من الساكنة يعطي للمهرجان قيمته الفنية وطبيعته الحضارية في تقديم صورة مغايرة للمغرب بكل ما يحبل به من تاريخ وذاكرة. وتُعد هذه الذاكرة الفنية أحد أبرز العلامات البصرية التي تميّز المغرب عن باقي البلدان الأخرى، فهم ولد في عمق هذه الفنون وتعاقبت عليه الكثير من الحضارات التي أضفت ميسماً جمالياً مميزاً عليه.
وبما أنّ الفنون الشعبية تعتبر أصل كلّ الفنون، فإنّ إدارة المهرجان حاولت خلال هذه الدورة أنْ تستعيد أنْ تدمج بأنماط من الأغنية المعاصرة، بما يجعلها دورة مختلفة عن باقي الدورات الأخرى، بحيث ستتعرف الساكنة ضمن ليالي المهرجان على العديد من الفرق الغنائية الأجنبية، خاصّة وأنّ ضيف هذه السنة ستكون الصين بكل ما تحمله من دلالات دبلوماسية قوية مع المغرب في مجال متعددة.
