يشارك في هذه الندوة مجموعة من الباحثين مثل ماجدة بنحيون وعبد المجيد فنيش ومراد القادري وعبد الله الطني ونور الدين الشماس، حيث سيقدّمون إضاءات كبيرة تجاه هذا اللون الفني والتفكير في طرق تجديده وجعله يعتلي عرش الموسيقى المعاصرة. وتنطلق إشكالية الندوة العلمية من واقع فنّ الملحون بعد الاعتراف به كتراث لامادي للإنسانية. غير أنّ الاعتراف به لا يعطيه شرعية الامتداد والبقاء في سيرورة الحياة اليومية، وإنّما يفرض هذا الاعتراف إعادة التفكير في وضعية الملحون المغربي وقيمته ورمزيته داخل الذاكرة الفنية المغربية، باعتباره يُشكّل قيمة كبيرة بالنسبة للمجتمع. ورغم المكانة التي يحتلّها الملحون داخل الذاكرة الثقافية، فإنّ الاهتمام به ما يزال ضعيفاً مقارنة بألوان فنية أخرى، ما يضاعف من غربته ووجوده داخل الجسد الفني.
تبدأ غربة الملحون في الاقتصار على نفس القصائد القديمة والتعامل معها بنفس النمط التقليدي الذي يحكم عليها بالاجترار. على هذا الأساس، تعتبر الموسيقى المعاصرة بمثابة العنصر الفني القادر على تقديم الشيء الكثير للملحون. وذلك لكونها تعمل على تحريره من رتابته الغنائية وتجعل المستمع يتلقى الملحون بأذن أخرى بعيداً عن النمط التقليدي القائم.