يأتي هذا الكتاب الجديد ضمن مؤلفات عديدة كتبها العسري. إذْ على الرغم من كونه يشتغل في مجال السينما، إلاّ أن الرجل متعدد المواهب ويعمل دائماً على خلق نوع من التجريب الفني في ذاته بين الكتابة والإخراج. ويعتبر العسري اليوم أحد أبرز السينمائيين المغاربة الأكثر تأثيراً، بحكم الجدل الذي يرافق دائماً أعماله السينمائية والموضوعات التي يطرق بها أفلامه، إذْ يحرص في كل عمل جديد له على ملامسة الواقع والكشف عن ما يحبل به هذا الواقع من نتوءات. ونظراً إلى الرهان على الواقع في أفلامه، فإنّ ذلك ينعكس إيجاباً على مختلف صور ومشاهده التي تكون في الغالب قريبة من الناس وأوجاعهم.
ويشكل هذا الانتقال من السينما إلى الروائية في سيرة العسري أفقاً جديداً بالنسبة له. غير أنّ المنجز الروائي ليس عبارة عن متنفس أو محاولة لخلق مزيد من الإثارة على سيرته، بل أصبح اليوم يشكل مشروعاً مستقلاً في ذاته، بعد سلسلة من المؤلفات التي أصدرها في هذا الجانب. وقد أصبح رواياته تحظى بإقبال كبير من لدن الناس، طالما يجدون فيها مشروعاً أدبياً مذهلاً له علاقة بالعوالم التخييلية التي تميز أفلام العسري.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا