تأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يكرّس ثقافة الاعتراف تجاه واحد من الأسماء الفنية التي طالما برز اسمها داخل المشهد الثقافي وذلك بحكم الإمكانات الفنية التي يحبل بها، سواء في علاقته باللوحة الفنية ومتخيّلها أو داخل الممارسات المتحفية عن طريق اختيار الأعمال الفنية وعرضها. وتمثل تجربته في مجال الفن التشكيلي أفقاً للتفكير، حيث حرص قطبي على جعل الفن في خدمة الدبلوماسية، بحكم الدور الكبير الذي لعبته بعض المعارض الفنية في تقريب الفن المغربي من الآخر ومحاولة نسج علاقة خاصة بين الداخل والخارج، لا من الجانب السياسي وإنما عن طريق الفنّ الذي أصبح أداة دبلوماسية في خدمة الشأن العام. سيما وأنّ تجربة قطبي حققت في مجال المتاحف نجاحاً كبيراً، بعد التجديد الذي أصبح يطال هذه المؤسسة وانفتاحها الكبير على تجارب فنية عالمية من أجيال مختلفة
ويعتبر هذا اللقاء النوسطالجي لمسار المهدي قطبي، بمثابة اعتراف ضمني بما قدّمه داخل الساحة الثقافية المغربية، انطلاقاً من المبادرات الفنية التي قام بها داخل المجال الفني، بعدما أصبحت المؤسسة المتحفية تحقق نجاحات متواصلة في مجال عرض الأعمال الفنية وتقوم بمجهود مضاعف على مستوى التعريف بالأعمال الفنية ومحاولة تقريبها إلى الناس، حيث أصبحت المؤسسة المتحفية أكثر انفتاحاً على محيطها السوسيوثقافي.
وقد بلور قطبي على مدار سنوات، سياسية فنية تروم إلى الاعتناء بالتراث التشكيلي المغربي، انطلاقاً من سلسلة معارض فنية تُعرّف بجيل الرواد وتحرص على خلق تواصل حقيقي بين أعمالهم وباقي عشاق الفن داخل المجتمع الذي ينتمون إليه.




